
رغم الطفرة الكبرى التي أحدثها صندوق الاستثمار السعودي في عالم كرة القدم، إلا أن التجربة شهدت العديد من الصدمات، فيما يتعلق برفض عدة نجوم المجيء لدوري روشن للمحترفين.
يناير/كانون ثان 2023، كان شاهدًا على أول صفقة تاريخية في المشروع السعودي، والمتمثلة في تعاقد النصر مع البرتغالي كريستيانو رونالدو، قبل أن يتم ضم عدة أسماء عالمية في الميركاتو التالي، وعلى رأسها الفرنسي كريم بنزيما، نجم الاتحاد.
وكان البعض يتوقع أن هذه التعاقدات لن تستمر طويلا، ولكن صندوق الاستثمار وخزائن الأندية، واصلت إنفاق مبالغ طائلة، وتقديم عروض لا يمكن رفضها، وهو ما دفع اللاعبين الكبار، إلى ترك أنديتها.
لكن في الوقت ذاته، هناك بعض النجوم الذين رفضوا إغراءات الأندية السعودية، وآخرهم المصري محمد صلاح، هداف ليفربول.
ميسي بدأها
شهد صيف 2023، خروج العديد من الأنباء والتقارير، التي تشير إلى أن الهلال، اقترب بشدة من حسم صفقة الأرجنتيني ليونيل ميسي، بعد نهاية عقده مع باريس سان جيرمان.
وبالفعل، عقدت إدارة الهلال، برئاسة فهد بن نافل، عدة اجتماعات مع بعض الوسطاء، بالإضافة إلى والد ميسي، مع تقديم عروض خيالية لا يمكن رفضها.
ووصل الأمر إلى ظهور القميص رقم 10 الذي يحمل اسم ميسي في متجر نادي الهلال، وذلك بعد سلسلة من التأكيدات، لقدوم النجم الأرجنتيني.
لكن بطل كأس العالم 2022، قرر مراوغة الهلال وجماهيره، وانضم إلى إنتر ميامي الأمريكي، ليتبخر حلم "الزعيم" في ضم أسطورة برشلونة.
كوابيس متعددة
على الرغم من نجاح الهلال في تكوين فريق لا يقهر مليء بالأسماء اللامعة، إلا أنه كان يتطلع لضم نجوم آخرين، بهدف تحقيق إنجازات غير مسبوقة.
لكن أحلام الهلال، تحولت إلى كوابيس متعددة، بعدما فشل في ضم بعض الأهداف التي حددها على مدار فترات الانتقالات الماضية، حيث جاء في مقدمتها البرتغالي برناردو سيلفا، نجم مانشستر سيتي.
فضلا عن الفرنسي كيليان مبابي، بعد نهاية عقده مع باريس سان جيرمان خلال الصيف الماضي، حيث قرر اللاعب تحقيق حلم طفولته باللعب مع ريال مدريد.
ولم تتوقف كوابيس "زعيم آسيا" عند هذا الحد، حيث ارتبط اسمه بالكرواتي لوكا مودريتش، مطلع الموسم الجاري، ولكن اللاعب قرر الاستمرار لمدة موسم آخر مع ريال مدريد.
إضافة إلى ذلك، فإن المغربي يوسف النصيري، مهاجم فنربخشة التركي، سبق وأن ارتبط اسمه عدة مرات، ولكن المفاوضات لم تصل لمراحل متقدمة.
وسار الإيطالي نيكولو باريلا لاعب وسط إنتر ميلان، على نهج هؤلاء النجوم في الميركاتو الشتوي الأخير، رغم حصوله على عرض يقدر بنحو 20 مليون يورو في الموسم الواحد، ولكنه تمسك بالاستمرار مع النيراتزوري.
ظروف مختلفة
يعتبر الهلال هو أكثر الأندية السعودية والعربية، استقرارا من الناحيتين المالية والإدارية، بالإضافة لتاريخه الذهبي، ولكن رغم ذلك، تم رفضه من هؤلاء النجوم.
ورغم هذا التميز الكبير الذي يجعله متفوقا بفارق بعيد عن غيره من الأندية السعودية، إلا أنهم لم يتعرضوا لهذا القدر من الرفض خلال الفترات الماضية.
وفي الوقت ذاته، كانت هناك بعض الظروف التي منعت بعض النجوم من تمثيل الهلال، يأتي على رأسها منع الفريق من القيد، وهو ما تسبب في فشل التعاقد مع رونالدو.
كذلك، عانى "الزعيم" في المفاوضات مع عدة أسماء من مانشستر سيتي، نظرا لأن المدرب الإسباني بيب جوارديولا، رفض التفريط في أغلب العناصر الأساسية خلال الصيف الماضي، تزامنا مع تراجع مستوى الفريق في الأساس.
وفيما يتعلق بصفقة مبابي، فإن اللاعب كان هدفه الأساسي هو تمثيل الريال، بعد سنوات طويلة مع باريس، حيث توصل لاتفاق مسبق مع الملكي، لذا فإن مفاوضات الهلال لم تمثل له أي أهمية.
وهناك بعض الصفقات التي لم يقطع فيها الهلال، مسافات طويلة، نظرا للمبالغ الضخمة التي طلبتها الأندية الأوروبية، في الوقت الذي يدفع فيه رواتب ضخمة لنجوم الفريق.
صلاح يُكمل المعاناة
أكمل صلاح، معاناة الهلال مع نجوم الكرة العالمية، بعدما قرر الاستمرار مع ليفربول، لمدة موسمين، حيث أجبر ناديه على قبول شروطه الخاصة.
تجديد صلاح، كان بمثابة صدمة لا تقل قيمة عن صفقة ميسي، فيما يتعلق بالتأكيدات والأخبار المتعلقة باقترابه من ارتداء قميص النادي، بنسبة تتجاوز 90%.
وكانت أغلب المصادر الإنجليزية والعربية الموثوقة، أكدت أن اللاعب المصري توصل لاتفاق مع النادي الهلالي، بعقد يمتد لمدة موسمين، مقابل 150 مليون ريال بالموسم الواحد.
لكن في نهاية المطاف، قرر النجم المصري، استكمال رحلته الذهبية مع "الريدز"، ليتبخر حلم الهلال مرة أخرى مع أحد أساطير الكرة الأوروبية.
لعنة الميركاتو
كان الهلال أكثر الأندية السعودية، نشاطا في صيف 2023، بجلب عدة أسماء مميزة، ومناسبة لاحتياجاته، بالإضافة لإعادة البرتغالي جورجي جيسوس في منصب المدير الفني.
ومن أبرز الأسماء التي جلبها في الميركاتو التاريخي، هو الصربي ألكسندر ميتروفيتش، قادما من فولهام، بعد أن كان هدفا للعديد من الأندية الأوروبية.
كذلك، رمم دفاعه بالصخرة السنغالية كاليدو كوليبالي، والحارس المغربي المخضرم ياسين بونو، بالإضافة لضم النجم البرازيلي نيمار ومواطنه مالكوم ولاعب الوسط البرتغالي روبن نيفيز.
وكل الأسماء المذكورة وغيرها، تمكنوا من النجاح مع الهلال، وتحقيق طموحات الجماهير، باستثناء نيمار، بسبب إصابة الرباط الصليبي، ثم رحيله بالميركاتو الشتوي الماضي.
وبعد الموسم الماضي الذي شهد سيطرة كاملة من الهلال على البطولات المحلية، وتحقيق أرقام تاريخية لا تنسى، فقد توقع البعض أن يتعاقد "الزعيم" مع أسماء كبرى على هذا النهج، ولكنه فشل في ذلك، باستثناء صفقة البرتغالي جواو كانسيلو.
وبالتالي، أصبح صيف 2023، بمثابة لعنة على إدارة الهلال، التي فشلت في مفاوضاتها مع العديد من النجوم على مدار الفترة الماضية، وهو ما يهدد أحلامهم في تحقيق البطولة الآسيوية ولقب الدوري، بجانب المشاركة المنتظرة في مونديال الأندية.