رد على مقال حواركم من دون المارد الاسود اعرج/ محمد عبد الله السعيد

اثنين, 05/19/2025 - 23:45

دون اعتبارٍ لتاريخه وممارساته وخطابه، يجعل من مائدة الحوار ميدانًا فوضويًا لا يرسي حلاً ولا يبني توافقًا.

نعم، بيرام فاعل سياسي له أنصاره، لكن الفاعلية لا تُعفي من المسؤولية. فهل من المنطق السليم أن يُشرك من لا يعترف بمنظومة الدولة إلا حين تتيح له فرصة الظهور؟ وهل يُعقل أن نمنح مفتاح بيت الوطن لمن طرق بابه مكسوًّا بثياب التصعيد الدائم، لا بثياب البناء المشترك؟

ثم إنّ نبرة التهويل التي حملها المقال – وكأن غيابه عن الحوار إقصاء لأمّة بأسرها – لا تخدم أحدًا، بل تضر حتى من كُتب المقال باسمه. إن الوطنية لا تُقاس بدرجة الضجيج، ولا تُحتسب بنسب اقتراعية مؤقتة، بل تُختبر في الثبات على المبادئ، وفي الالتزام بثقافة الدولة، واحترام المؤسسات، ومخاطبة الشعب بلغة توحّد، لا أخرى تفرّق وتستثير النعرات.

أيها الكاتب، لا يكون الحوار أعرجًا بإقصاء فرد، بل يُصبح كذلك حين يُملى من الحناجر الغاضبة لا من عقول راجحة، ويُحوَّل إلى مأدبة رمزية لا تحلّ مشكلة ولا تفتح أفقًا.
إن النضال الوطني أكبر من الأشخاص، وأسمى من التمركز حول الذوات. فلتكن دعواتنا للحوار دعوات للعقل، لا تهييجًا للعاطفة. ولتكن مخرجاتنا نابعة من حكمة التجربة، لا من غواية الشعارات.