
تصدَّرَ محمد صبري سليمان عناوين الأخبار باعتباره المشتبه به في هجوم وقع في ولاية كولورادو الأمريكية، يوم الأحد، حيث ألقى زجاجات مولوتوف على مسيرة مؤيدة للإسرائيليين.
وذكرت شبكة “سي إن إن” أن سليمان أبلغ السلطات بأنه خطط للاعتداء منذ عام، مدفوعاً بما وصفه بالغضب الشديد من إسرائيل وكراهيته “للصهاينة”.
وترك على هاتفه رسائل لزوجته وأطفاله الخمسة، ثم قاد سيارته إلى وسط بولدر وهو يحمل قاذف لهب محلي الصنع وزجاجات مولوتوف، وفقاً لوثائق اتهام تتعلق بجرائم كراهية.
وبحسب السلطات الأمريكية، أصيب 12 شخصاً في الهجوم، الذي صاح فيه سليمان بهتاف “الحرية لفلسطين”. كما قالت “سي إن إن” إن سليمان أبلغ السلطات برغبته في “قتل جميع الصهاينة”، وتمنى لو كانوا جميعاً أمواتاً.
وكشفت الشبكة أن سليمان أجّل تنفيذ الهجوم لحين تخرج ابنته من المدرسة الثانوية، ونقلت عن مقال بصحيفة “كولورادو سبرينغز جازيت” قصة فتاة تتطابق أوصافها مع ابنته، قالت إن عائلتها هاجرت من الكويت، وذكرت أن والدها خضع لجراحة أعادت له القدرة على المشي.
وأوضحت “سي إن إن” أن سليمان، البالغ من العمر 45 عاماً، وُلد في مصر، وعاش في الكويت 17 عاماً قبل الانتقال إلى كولورادو. وتشير مذكرة الاعتقال إلى أن دخوله الولايات المتحدة تم في أغسطس 2022 كزائر غير مهاجر، وحصل في 2023 على تصريح عمل انتهى في مارس 2025.
وراجعت “سي إن إن” حساباً باسمه على فيسبوك يتطابق مع تاريخ ميلاده، كُتب فيه أنه درس في مصر، ثم عمل محاسباً في الكويت. واحتوى الحساب صوراً للرئيس الأسبق محمد مرسي وشعارات مؤيدة لـ “الإخوان المسلمين”، بما فيها إشارة رابعة الشهيرة.
وأشارت الشبكة إلى أن سليمان عمل لفترة قصيرة محاسباً في شركة “فروس هيلث”، وسائقاً في “أوبر” التي أوقفت حسابه بعد الهجوم. وذكر الجيران أنه لم يكن معروفاً في الحي، لكن زوجته كانت توصف بالودّ.
وأكدت “سي إن إن” أن سليمان تعلّم تصنيع زجاجات المولوتوف عبر الإنترنت، واطلع على نشاط المجموعة المؤيدة للرهائن في غزة، التي أصبحت هدفه. وشارك في دورة لحمل السلاح، لكن منعه وضعه القانوني من شراء بندقية، فلجأ إلى القنابل الحارقة.
وفي يوم الهجوم، بحسب إفادة رسمية نقلتها “سي إن إن”، اشترى بنزيناً وملأ به مبيد أعشاب ليستخدمه في الهجوم، وترك هاتفه في المنزل حاملاً رسائل لعائلته ويومياته.
ورصد شهود سليمان مرتدياً سترة فوق قميص، واعتقد بعضهم أنه بستاني، خاصة بعد أن اشترى زهوراً من متجر “هوم ديبوت”. وعندما نفذ هجومه، صورته الجماهير وهو يهتف “فلسطين حرة” و”أوقفوا الصهاينة”، قبل أن تصل الشرطة وتعتقله.
وعثرت الشرطة على 14 زجاجة مولوتوف غير مشتعلة، وأحضرت زوجته لاحقاً هاتفه إلى مركز الشرطة.
ولم يكن سليمان تحت رقابة مسبقة، ولا يمتلك سجلاً جنائياً في كولورادو سوى مخالفات مرور بسيطة.
وقالت السلطات إنه تلقى ثلاث زيارات من الشرطة منذ أواخر 2022، ومخالفتين مروريتين عام 2023. وأثناء استجوابه، قال سليمان إنه يكره “الجماعة الصهيونية”، ويريد منعها من السيطرة على “أرضنا، أي فلسطين”.
وتواجهه تهمتا جريمة كراهية والشروع في القتل. وأشارت “سي إن إن” إلى أن لائحة الاتهام تتعلق بجرائم ضد مجموعة دينية أو عرقية أو قومية.
وفي ظل تصاعد التوتر، دعا قادة الجالية اليهودية إلى تحرك فوري ضد العنف المعادي للسامية، خاصة بعد مقتل موظفين في السفارة الإسرائيلية، الشهر الماضي. من جهته، أدان المركز الإسلامي في بولدر الهجوم الذي نفذه سليمان، واصفاً إياه بالعنيف.
(وكالات)