هل تحتاج النساء إلى نوم أكثر من الرجال؟ العلم يوضح الحقيقة وراء نظرية شائعة

اثنين, 07/21/2025 - 12:04

انتشرت في الآونة الأخيرة على منصة «تيك توك» نظرية يدعمها بعض المؤثرين، مفادها أن النساء بحاجة إلى ساعة أو ساعتين إضافيتين من النوم يومياً مقارنةً بالرجال. وبينما نالت هذه الفكرة رواجاً واسعاً على وسائل التواصل الاجتماعي، فإن السؤال الجوهري يظل: هل يدعم العلم هذه المزاعم؟

قياس النوم: بين التقديرات الشخصية والأدوات العلمية

بحسب تقرير نشره موقع Science Alert العلمي، يعتمد الباحثون في دراسة النوم على طريقتين رئيسيتين: الأولى تعتمد على الإبلاغ الذاتي، أي سؤال الأشخاص عن مدة نومهم، وهي طريقة غالباً ما تكون غير دقيقة. أما الطريقة الثانية فتستخدم أدوات موضوعية مثل أجهزة تتبع النوم القابلة للارتداء أو أجهزة تخطيط النوم التي تقيس موجات الدماغ والتنفس والحركة.

 

 

ad

وتُظهر نتائج هذه الدراسات أن النساء ينامن، في المتوسط، نحو 20 دقيقة أطول من الرجال. على سبيل المثال، كشفت دراسة شملت قرابة 70 ألف شخص يستخدمون أجهزة تتبع النوم أن النساء في الفئة العمرية بين 40 و44 عاماً كنّ ينمن أكثر بـ23 إلى 29 دقيقة يومياً مقارنةً بالرجال. وأكدت دراسة أخرى باستخدام تخطيط النوم أن النساء لا يكتفين بالنوم لفترة أطول فحسب، بل يقضين أيضاً وقتاً أطول في مرحلة النوم العميق.

لكن هل هذا يعني أن كل النساء يحتجن إلى نوم أطول؟

لا يتفق الخبراء جميعاً على أن النساء بحاجة إلى نوم أكثر من الرجال. فبحسب متخصصين في علم النوم، الاحتياج إلى النوم مسألة فردية تعتمد على عدة عوامل، ولا يمكن حسمها فقط على أساس الجنس.

ad

وقال أحد الباحثين إن الادعاء بأن “كل امرأة تحتاج إلى 20 دقيقة إضافية من النوم” يعادل القول إن “كل النساء أقصر من كل الرجال” – وهو تعميم غير دقيق بطبيعته.

ورغم أن الدراسات تشير إلى أن النساء يملن إلى النوم لفترة أطول، فإنهن في الوقت نفسه يبلغن بشكل متكرر عن جودة نوم أقل، كما أنهن أكثر عرضة للإصابة بالأرق بنسبة تصل إلى 40%، بحسب الإحصائيات.

تقلبات بيولوجية ونفسية تؤثر على نوم النساء

يرى الخبراء أن نوم النساء يتأثر بمجموعة معقدة من العوامل البيولوجية والنفسية والاجتماعية. فبدءاً من سن البلوغ، تؤثر التغيرات الهرمونية – خصوصاً في مستويات الإستروجين والبروجسترون – على جودة ومدة النوم، خصوصاً خلال فترات ما قبل الحيض، حين يبلغ اضطراب النوم ذروته.

كما أن بعض الحالات الصحية مثل اضطرابات الغدة الدرقية أو نقص الحديد، الأكثر شيوعاً لدى النساء، يمكن أن تؤدي إلى الأرق والتعب المستمر.

أما على الجانب النفسي، فإن النساء أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب والقلق واضطرابات ما بعد الصدمة، وهي حالات ترتبط ارتباطاً وثيقاً بمشكلات النوم. كما تُوصف مضادات الاكتئاب للنساء بمعدلات أعلى من الرجال، مما يؤثر بدوره في جودة النوم.

رغم ما يُروّج له على «تيك توك»، تُظهر الأدلة العلمية أن النساء بالفعل ينمن – في المتوسط – دقائق معدودة أكثر من الرجال، وليس ساعات. لكن النوم الجيد لا يتوقف على عامل الجنس فقط، بل يعتمد على مزيج من العوامل البيولوجية، النفسية، والصحية التي تختلف من فرد لآخر.

إذاً، القاعدة الذهبية ليست “النساء يحتجن إلى نوم أكثر”، بل “كل شخص يحتاج إلى النوم الذي يناسب جسده وظروفه”.