نصيحة من «تشات جي بي تي» تنتهي برحلة عاجلة إلى قسم الطوارئ

أربعاء, 08/13/2025 - 11:08

في واقعة صادمة تكشف مخاطر الاعتماد المفرط على الذكاء الاصطناعي في الاستشارات الطبية، نُقل رجل يبلغ من العمر 60 عاماً إلى المستشفى بعدما التزم لنحو ثلاثة أشهر بنصيحة خاطئة حصل عليها من روبوت المحادثة «تشات جي بي تي» بشأن نظامه الغذائي.

وبحسب ما نقلته صحيفة نيويورك بوست الأميركية، كان الرجل قد بحث عن بدائل صحية لملح الطعام (كلوريد الصوديوم) بعد قراءته عن أضراره المحتملة، ليقترح عليه «تشات جي بي تي» استخدام بروميد الصوديوم كبديل. وعلى الرغم من تشابهه ظاهرياً مع الملح، فإن هذا المركب يُستخدم في الأساس لأغراض صناعية وتنظيفية، ونادراً ما يُستعمل في المجال الطبي، ما جعله خياراً غير آمن تماماً للاستهلاك البشري.

بعد أشهر من الالتزام بهذه النصيحة، ظهرت على الرجل أعراض تسمم شديدة، شملت عطشاً مفرطاً، وتعباً، وأرقاً، وحب شباب، وأوراماً وعائية حميدة، إضافة إلى ترنح ملحوظ. وعند إدخاله المستشفى، أبدى رفضاً غريباً لشرب الماء وأظهر شكوكاً مفرطة، قبل أن تتطور حالته إلى هلاوس سمعية وبصرية وأعراض جنون العظمة، رغم عدم وجود سجل سابق لمشكلات نفسية لديه.

 

الأطباء شخّصوا حالته على أنها «تسمم البروميد» — وهي متلازمة ناتجة عن التعرض المفرط لمركبات البروميد — وعالجوه بالسوائل والإلكتروليتات ومضادات الذهان، قبل أن يتم تحويله إلى وحدة الطب النفسي بعد محاولته الهرب.

الحالة، التي نُشرت تفاصيلها في مجلة حوليات الحالات السريرية للطب الباطني، دفعت الباحثين للتحذير من أن أنظمة الذكاء الاصطناعي، رغم قدراتها الكبيرة، قد ترتكب أخطاء علمية خطيرة تؤدي إلى نشر معلومات مضللة.

وتؤكد شركة «أوبن إيه آي»، المطورة لـ«تشات جي بي تي»، في شروط الاستخدام أن الأداة ليست مخصصة لتشخيص أو علاج الحالات الطبية، وهو تحذير يبدو أن تجاهله قد يكلّف المستخدمين ثمناً باهظاً.