كلوب إلى اتحاد جدة.. خيار مثالي بأدوات لا تساعد على النجاح

ثلاثاء, 09/30/2025 - 09:38

بدأ نادي الاتحاد بطل الدوري السعودي رحلة البحث عن مدرب جديد، خلفا للفرنسي لوران بلان المدير الفني الذي قاده لتحقيق الثنائية المحلية، بجدارة واستحقاق الموسم الماضي.

 

وساهم الكلاسيكو ضد النصر في الجولة الرابعة من دوري روشن للمحترفين، والخسارة 2-0 في أن ينتهي الصبر على بلان، والذي تجرع هزيمة أخرى قاريا أمام الوحدة الإماراتي، بينما كانت حالة عدم الرضا عما يقدمه المدرب الفرنسي قبل ذلك، وتحديدا في فترة الإعداد التي تلقى خلالها هزائم متتالية من بينها رباعية ضد فنربخشة التركي.

وأدرك الاتحاد أنه قد حان وقت التغيير وأن بلان لم يعد لديه ما يقدمه، وعادة ما يكون التغيير المبكر على مستوى الأجهزة الفنية، هو رغبة من الإدارة في الحفاظ على حظوظ الفريق في المنافسة على جميع البطولات.

وبحسب الصحفي الموثوق “رودي جاليتي” فإن الألماني يورجن كلوب المدير الفني السابق لليفربول، يبقى على رأس اهتمامات الاتحاد في سعيه للتعاقد مع مدرب جديد.

جاليتي أكد أن هناك أسماء أخرى مرشحة، لكن الأولوية تبقى لمحاولة إقناع المدرب الألماني بالتجربة السعودية.

 

 

ad

ولعل وجود أسماء كبرى في دوري روشن على غرار جورجي جيسوس، وسيموني إنزاجي، وكريستوف جالتييه، بالإضافة لألماني آخر وهو ماتياس يايسله بطل آسيا والسوبر السعودي، قد يساهم في إقناع كلوب بأن ينهي ابتعاده عن العمل التدريبي اليومي ويعود لأجواء وحماسة الملعب، ولا أكثر من حماسة “الإنماء” وصخب جماهير العميد.

كلوب يُعد من أبرز المدربين في كرة القدم الحديثة، واشتهر بفلسفة “الضغط العكسي”. هذا الأسلوب يقوم على استرجاع الكرة مباشرة بعد فقدانها والانتقال بسرعة من الدفاع إلى الهجوم، وهو ما يجعل فرق كلوب دائماً خصماً مرهقاً لا يمنح منافسيه فرصة لالتقاط الأنفاس.

خلال مسيرته مع بوروسيا دورتموند ثم ليفربول، أثبت كلوب أن فلسفته ليست مجرد فكرة نظرية، بل أسلوب فعّال يحقق البطولات.

ad

في ليفربول، طوّر الضغط العكسي ليصبح أكثر توازناً عبر الدمج بين الحدة البدنية والانضباط الدفاعي، مع الاعتماد على سرعة الأطراف والتحولات السريعة. النتيجة كانت إنجازات كبيرة مثل دوري أبطال أوروبا 2019 والدوري الإنجليزي 2020.

إلى جانب أفكاره التكتيكية، يتميز كلوب بشخصية قيادية قادرة على بث الحماس وروح الجماعة داخل أي فريق يدربه. معروف عنه قربه من اللاعبين ومنحهم الثقة الكاملة، وهو ما ساهم في صناعة نجوم عالميين تحت قيادته. هذه القدرة النفسية جعلت من ليفربول فريقاً يلعب بروح واحدة ويقاتل حتى الدقائق الأخيرة.

التحدي السعودي

اليوم، مع ارتباط اسمه بنادي اتحاد جدة، تتجه الأنظار لمعرفة مدى نجاح فلسفته في الدوري السعودي. الفريق يضم أسماء هجومية بارزة، لكن تطبيق الضغط العالي يحتاج إلى جهد بدني وانضباط تكتيكي من الجميع. إذا استطاع كلوب نقل فكره وغرس ثقافته، فقد يصبح الاتحاد نموذجاً لكرة القدم الحديثة في المنطقة.

قدوم كلوب – إن تم – لن يكون مجرد تعاقد تدريبي، بل حدث كروي كبير قد يعيد تشكيل هوية “العميد”، ويمنحه دفعة قوية للمنافسة محلياً وقارياً، في وقت يسعى فيه الدوري السعودي لتعزيز مكانته العالمية.

أدوات غائبة

لكن على الجانب الآخر فإن الأدوات التي أدت إلى تعثر بلان مبكرا هذا الموسم، فبجانب تأخر الصفقات وعدم تنوعها وتأثيرها بالشكل الكبير، فإن المشكلة الحقيقية تبقى أن الفريق يخوض موسمه الجديد بنفس سلبيات سابقه.

دخل لوران بلان مهمة تدريب اتحاد جدة وسط توقعات كبيرة، لكنه اصطدم سريعاً بمجموعة من التحديات الفنية التي كشفت عن نقاط ضعف واضحة في الفريق وأدت إلى فشل التجربة مبكراً.

الاتحاد عانى من مشاكل واضحة في الخط الخلفي، سواء على مستوى التمركز أو التعامل مع الكرات العرضية. الفريق استقبل أهدافاً سهلة نتيجة غياب الانسجام بين عناصر الدفاع، ما جعل شباكه تهتز بشكل متكرر حتى أمام خصوم أقل قوة.

أخطاء بلا علاج

غياب لاعب قادر على ربط الدفاع بالهجوم أضعف من قدرة الاتحاد على الاستحواذ وصناعة الفرص. بطء التحضير وغياب الحلول الإبداعية في العمق جعل الفريق يعتمد بشكل مبالغ فيه على الأطراف.

على الرغم من امتلاك الاتحاد لاعبين كبار مثل بنزيما وكانتي، إلا أن الأداء الجماعي لم يكن على المستوى المطلوب. الفريق كثيراً ما انتظر حلولاً فردية من النجوم، ما كشف عجزه عن تنفيذ منظومة هجومية متماسكة.

أسلوب بلان القائم على الاستحواذ والسيطرة اصطدم بواقع أن بعض العناصر لم تكن في جاهزية بدنية كاملة، وهو ما جعل الاتحاد يتراجع في الشوط الثاني من عدة مباريات، ويفقد نقاطاً حاسمة.

الفريق بدا متوقعاً هجومياً، حيث اعتمد على الكرات الطويلة أو الانطلاق عبر الأطراف دون حلول بديلة عند مواجهة دفاعات منظمة. هذا النقص في المرونة جعل الاتحاد يفقد الفاعلية أمام الفرق التي تجيد إغلاق المساحات.

يمكن القول إن فشل بلان جاء نتيجة تراكم مشكلات دفاعية وبدنية، إلى جانب ضعف المنظومة التكتيكية، ما أدى إلى افتقاد الاتحاد للهوية الفنية الواضحة. هذه السلبيات جعلت النتائج سلبية منذ البداية، وانتهت بخروج مبكر للمدرب الفرنسي.