مشاركة متميزة لمؤسسة خليج الراحة في معرض المأكولات البحرية بنواذيبو بقلم: التاه أحمد

خميس, 10/02/2025 - 22:43

شاركت مؤسسة ميناء خليج الراحة في النسخة الأخيرة من معرض المأكولات البحرية الموريتانية، وسط حضور واسع من مؤسسات وطنية ودولية، واهتمام كبير من الزوار والمستثمرين في قطاع الصيد البحري. وقد حظي جناح المؤسسة بإشادة خاصة من طرف المشاركين والمنظمين، لما تميز به من تنظيم عالي المستوى وعرض غني بالمعلومات الفنية والتقنية حول مشاريع تطوير الميناء، خاصة مشروع عصرنة الميناء.

وقد استقطب العرض اهتمام العديد من الفاعلين في القطاع، من بينهم ممثلو الاتحاد الأوروبي، واليابان، والمستثمرون في تصدير المنتجات البحرية.

نتيجة لهذا الحضور المميز والمحتوى الغني، حصل جناح المؤسسة على جائزة تقديرية من اللجنة المنظمة للمعرض، اعترافاً بأهمية المشروع المعروض وبالجهود الكبيرة التي يبذلها طاقم المؤسسة من أجل النهوض بقطاع الصيد التقليدي في موريتانيا.

---

مؤسسة ميناء خليج الراحة: تحديث أساليب وظروف الصيد خيار لا رجعة عنه.

تُعد مؤسسة ميناء خليج الراحة من أهم المنشآت الاقتصادية في البلاد، إذ تُشكل ركيزة أساسية لقطاع الصيد البحري التقليدي وشبه الصناعي. يقع الميناء في مدينة نواذيبو، وهو يشكل نقطة ارتكاز لأنشطة الصيد في الشمال، ويخدم آلاف الصيادين التقليديين، إلى جانب شركات تصدير وتوزيع الأسماك.

انطلاقاً من دورها المحوري، أطلقت المؤسسة مشروعاً استراتيجياً طموحاً بعنوان "مشروع عصرنة الميناء"، بتمويل من التعاون الألماني (KfW) بلغ قدره 15 مليون يورو. يهدف المشروع إلى تحسين البنى التحتية والخدمات اللوجستية داخل الميناء، بما يواكب المعايير الدولية ويعزز قدرة البلاد على تصدير منتجاتها السمكية بجودة عالية.

أبرز مكونات المشروع:

بناء سوق حديث للسمك، هو الأول من نوعه في المنطقة، مجهز بمرافق تبريد وتخزين، ويتيح للصيادين التقليديين بيع منتوجهم في ظروف صحية وبأسعار عادلة.

إنشاء أكثر من 500 مخزن خاص بالصيد التقليدي، لتوفير بيئة منظمة لحفظ الأدوات والأسماك.

تعبيد شبكة الطرق الداخلية للميناء بطول يتجاوز 7 كيلومترات لتسهيل حركة النقل والشحن.

توسعة شبكة الصرف الصحي وتحديثها، بما يحسّن الظروف البيئية والصحية داخل الميناء.

تطوير المرافق الحيوية الأخرى، مثل أرصفة التفريغ، شبكات الإنارة، مرافق المياه، مراكز السلامة والنظافة.

أهداف المشروع:

تحسين بيئة العمل للصيادين التقليديين، ودمجهم بشكل أفضل في الدورة الاقتصادية للقطاع.

القضاء على ظاهرة التفريغ العشوائي للأسماك التي طالما شكلت تحدياً بيئياً واقتصادياً.

رفع جودة المنتوج السمكي وتحقيق شروط النظافة والتبريد المطلوبة من الأسواق الدولية، خاصة الاتحاد الأوروبي واليابان.

جذب الاستثمارات في مجال التبريد، التصنيع، والتصدير.

تعزيز التشغيل وخلق فرص عمل مباشرة وغير مباشرة في محيط الميناء.

أهمية المشروع:

يمثل هذا المشروع قفزة نوعية في تطوير قطاع الصيد التقليدي في موريتانيا، حيث يسهم في:

تحقيق العدالة الاقتصادية من خلال تمكين الصيادين من عرض وبيع منتجاتهم بشفافية وسلاسة.

تحسين صورة موريتانيا كمصدر موثوق للأسماك في الأسواق العالمية.

تعزيز التنمية المحلية في مدينة نواذيبو وضواحيها عبر تحسين الخدمات وتوفير البنية التحتية اللازمة.

وماذا بعد؟

لقد أظهرت مشاركة مؤسسة ميناء خليج الراحة في معرض المأكولات البحرية الموريتانية مدى التزامها بتحديث بنيتها التحتية وتطوير خدماتها بشكل يتماشى مع المعايير الدولية. وكان العرض الذي قدمته حول مشروع عصرنة الميناء مثالاً حقيقياً على المشاريع ذات التأثير الاستراتيجي في دعم الاقتصاد المحلي والرفع من مستوى الصيد التقليدي في موريتانيا.

ويُتوقع أن تُحدث هذه المشاريع التحول المنتظر في مجال الصيد، مما سيعود بالنفع على الصيادين، المستهلكين، والمستثمرين المحليين والدوليين على حد سواء.