سرطان القولون يصيب الشباب بوتيرة متزايدة: 4 حقائق أساسية يجب معرفتها

سبت, 10/18/2025 - 12:55

لم يعد السرطان مرضاً يقتصر على كبار السن؛ فالأرقام الحديثة تُظهر تزايداً مقلقاً في حالات ما يُعرف بـ«السرطان المبكر»، وهو الذي يصيب الأشخاص دون سن الخمسين. ويحتل سرطان القولون والمستقيم صدارة هذه الأنواع، مسجلاً ارتفاعاً مطّرداً في أوساط الشباب على مستوى العالم.

تقول الدكتورة كيم نغ، كبيرة المراسلين الطبيين في شبكة «سي إن إن» الأميركية واختصاصية أورام الجهاز الهضمي، إن معدل الإصابة بسرطان القولون والمستقيم بين الشباب يزداد بنسبة 2% سنوياً منذ منتصف التسعينات، ويصيب الرجال والنساء على حد سواء. وتشير إلى أن هذا النوع أصبح السبب الأول لوفيات السرطان بين الرجال الأميركيين دون الخمسين، ومن المتوقع أن يحتل المرتبة ذاتها لدى النساء بحلول عام 2030.

علامات مبكرة تستدعي الانتباه

 

 

ad

تحذر نغ من تجاهل العلامات الأولى للمرض، التي غالباً ما تكون بسيطة في بدايتها.

وتوضح أن وجود دم في البراز يُعد أكثر الأعراض شيوعاً لدى الشباب، إلى جانب فقدان الوزن غير المبرر والتغيرات المستمرة في عادات الأمعاء مثل الإسهال أو الإمساك المستجدين، بالإضافة إلى آلام البطن المتكررة.

العوامل البيئية… المتهم الأكبر

ad

وتلفت نغ إلى أن خطر الإصابة بالسرطان المبكر يتزايد مع كل جيل جديد، قائلة:

«كل جيل بعد عام 1950 يشهد ارتفاعاً في معدلات الإصابة، وهو ما يشير إلى وجود عوامل بيئية تلعب دوراً مؤثراً».

ويحاول الباحثون اليوم تحديد الأسباب الدقيقة لهذا الاتجاه المقلق، ومن أبرز العوامل المحتملة:

السمنة وقلة النشاط البدني.

الأنظمة الغذائية الغنية باللحوم الحمراء والأطعمة المصنعة.

الإفراط في تناول السكريات والمشروبات المحلاة.

وتضيف نغ: «ما زلنا في المراحل الأولى لفهم كيفية ارتباط هذه العوامل بالسرطان، لكن الأدلة تتزايد على أن نمط الحياة الحديث يسهم في زيادة الخطر».

الوراثة ليست دائماً السبب

رغم أن معظم حالات السرطان المبكر ليست وراثية، فإن الأطباء يشددون على أهمية الفحص الجيني، خصوصاً لمن لديهم تاريخ عائلي للمرض.

وتوضح نغ أن بعض الحالات قد تكون ناتجة عن متلازمة لينش، وهي اضطراب وراثي يزيد احتمالات الإصابة بأنواع متعددة من السرطان.

وتوصي نغ قائلة:

«يجب أن يخضع جميع المرضى الشباب المصابين بالسرطان لاختبارات جينية، فمعرفة التاريخ العائلي قد تساعد على اكتشاف المرض مبكراً وإنقاذ الحياة».

مفاجأة: الشباب لا يعيشون أكثر

رغم قدرة المرضى الشباب على تحمّل العلاجات القوية والعمليات الجراحية الصعبة، فإن الدراسات تظهر أن معدلات النجاة لديهم ليست بالضرورة أفضل من المرضى الأكبر سناً.

وتوضح نغ أن المصابين تحت سن 35 عاماً تحديداً قد يواجهون فترات نجاة أقصر بسبب الطبيعة العدوانية للورم لديهم.

وتختم بالقول: «القوة الجسدية لا تضمن نتيجة أفضل… المطلوب هو الوعي والكشف المبكر، فهما السلاح الأقوى ضد السرطان».