ما هي الأسباب التي تجعلك لا تشعر بالجوع؟

ثلاثاء, 10/28/2025 - 08:54

تُعد الشهية الرغبة في تناول الطعام جزءاً أساسياً من حياة الإنسان، إذ تتأثر بعدة عوامل داخلية وخارجية. عند شعورك بالجوع، ترسل المعدة والأمعاء الفارغة إشارات إلى الدماغ، بالإضافة إلى تأثير بعض الهرمونات التي تنشط رغبتك في تناول الطعام. ومع ذلك، فإن الشهية ليست مرتبطة بالجوع فقط، بل يمكن لعوامل مثل التوتر، قلة النوم، الأدوية، الحمل، تغيرات الوزن، والحالات الصحية المختلفة أن تؤثر عليها بشكل كبير.

كيف يعمل الجوع في الجسم

الوطاء، وهو جزء من الدماغ، يلعب دوراً مركزياً في التحكم في الجوع والشبع. عند شعور الجسم بالجوع، تتفاعل عدة عوامل معاً لإرسال إشارات البحث عن الطعام:

انقباض المعدة نتيجة فراغها لفترة طويلة.

 

 

 

إنتاج هرمون الجريلين المعروف بهرمون الجوع.

انخفاض مستويات الغلوكوز في الدم بسبب نقص الطعام.

انخفاض مستويات الإنسولين المصاحبة لانخفاض السكر.

ad

يستقبل الوطاء هذه الإشارات، ما يحفز الجسم على البحث عن الطعام وزيادة الشهية. وعادةً ما يصاحب الشعور بالجوع أعراض مثل: قرقرة المعدة، التعب، الانفعال، قلة التركيز، النعاس، الضعف البدني، والشعور بالبرودة.

الأسباب الشائعة لانخفاض الشهية

يمكن أن تتراجع الشهية لعدة أسباب صحية ونفسية، أهمها:

التقدم في العمر: مع التقدم بالعمر، تنخفض الشهية نتيجة تغير الهرمونات، ضعف حاسة التذوق والشم، بالإضافة إلى المشكلات الصحية المرتبطة بالعمر وصعوبة الأكل.

الأمراض المزمنة: مثل أمراض الكلى والكبد والرئة، التي تؤدي إلى فقدان الشهية وفقدان الوزن، ما قد يسبب سوء التغذية.

السرطان: شائع لدى المرضى المصابين بالسرطان أو أثناء تلقي العلاج.

قصور الغدة الدرقية: يؤثر على هرمونات الجسم المنظمة للطاقة والشهية.

الالتهابات: تسببها العدوى أو الأمراض المختلفة وتؤدي إلى تقليل الشهية.

الحمل: خصوصاً في الأشهر الثلاثة الأولى، حيث يمكن أن يقلل الغثيان والقيء الشهية.

الأدوية: بعض المضادات الحيوية، أدوية السرطان، ومسكنات الألم مثل الكودايين والمورفين تقلل الشهية.

اضطرابات الأكل: تؤثر على إشارات الجوع والشبع، مما يؤدي إلى تغيرات في الشهية.

التوتر والاكتئاب: التوتر النفسي والاضطرابات المزاجية يمكن أن تقلل الرغبة في تناول الطعام، وغالباً ما يرتبط الاكتئاب بارتفاع مستويات هرمون التوتر “الكورتيزول”، مما يخفف الشهية.

نصائح لزيادة الشهية وتحسين تناول الطعام

إذا كنت تعاني من انخفاض الشهية، يمكن اتباع بعض الاستراتيجيات لتعزيز رغبتك في تناول الطعام:

تناول وجبات أصغر وأقل حجماً ولكن بشكل متكرر لدعم احتياجات الجسم من الطاقة والعناصر الغذائية.

ممارسة النشاط البدني: التمارين الهوائية الخفيفة مثل المشي، السباحة، ركوب الدراجات، أو الرقص، تساعد على زيادة الشهية.

الالتزام بمواعيد منتظمة للوجبات حتى لو كانت الكميات صغيرة، فذلك يدعم توازن الطاقة في الجسم.

اختيار الأطعمة التي تحبها: الاستمتاع بما تأكله يشجع على تناول المزيد.

زيادة تناول البروتين: للحفاظ على كتلة العضلات ومنع سوء التغذية، خاصة عند الأشخاص المصابين بأمراض مزمنة.

اختيار أطعمة غنية بالسعرات الحرارية: مثل المكسرات، البذور، الأفوكادو، زيت الزيتون، ومنتجات الألبان كاملة الدسم.

تجنب شرب كميات كبيرة من السوائل أثناء الوجبات لتفادي شعور المعدة بالامتلاء المبكر.

تناول الطعام مع الآخرين: الأكل مع الأصدقاء أو العائلة يجعل تجربة الطعام أكثر متعة.

الاحتفاظ بالأطعمة المفضلة في متناول اليد لتسهيل تناولها عند الحاجة.

تحضير العصائر المغذية: يمكن أن تحتوي على الزبادي، المكسرات، الفواكه، والخضروات لتزويد الجسم بالطاقة عندما يكون تناول الطعام الصلب صعباً.

الشهية والجوع هما نتاج تفاعل معقد بين الجسم والدماغ، متأثرين بعوامل جسدية ونفسية متعددة. فهم كيفية عمل الجوع، الأسباب التي تؤثر على الشهية، واتباع استراتيجيات عملية لتعزيز تناول الطعام، يمكن أن يساعد في الحفاظ على الصحة العامة والطاقة اليومية، خاصة عند مواجهة تحديات مثل الأمراض المزمنة أو التوتر النفسي.