.jpg)
انتشر مؤخرًا شكل جديد ومتطور من الاحتيال الرقمي يستهدف مستخدمي تطبيق «واتساب»، يعرف باسم «الاقتران الخفي» أو Ghost Pairing. وتعتمد هذه الحيلة على خداع المستخدمين لمنح المحتالين وصولاً كاملاً إلى حساباتهم، دون الحاجة إلى اختراق كلمات المرور أو اعتراض الرسائل، وهو ما يجعلها أكثر خطورة مقارنة بطرق الاحتيال التقليدية.
كيف تعمل عملية «الاقتران الخفي»؟
تبدأ العملية عادة برسالة تبدو بريئة من جهة اتصال موثوقة، مثل: «مرحباً، هل هذا أنت في هذه الصورة؟» أو «لقد وجدت صورتك للتو»، مصحوبة برابط يقود الضحية إلى صفحة ويب زائفة تشبه المواقع الشرعية.
تطلب الصفحة من المستخدم إدخال رقم هاتفه لتوليد رمز تحقق، ثم يُطلب إدخال هذا الرمز في تطبيق واتساب، تحت شعار أنه «إجراء أمني». دون علم الضحية، يتم بذلك ربط حسابه بجهاز المحتال، مما يمنحه وصولاً كاملاً لقراءة الرسائل، وتنزيل الوسائط، وإرسال الرسائل باسم المستخدم.
ad
الانتشار السريع وخطورة العملية
تتميز هذه الطريقة بقدرتها على الانتشار بسرعة بسبب اعتمادها على الثقة بين المستخدمين. فالرسائل المرسلة من جهات اتصال مألوفة تزيد احتمالية نقر المستلمين على الروابط، مما يسمح للمحتالين بنشر الاحتيال دون الحاجة إلى رسائل بريد إلكتروني عشوائية أو علامات تحذيرية واضحة
وقد رُصدت العملية لأول مرة في أوروبا، لكن خبراء الأمن السيبراني يحذرون من أنها يمكن أن تستهدف أي مستخدم لتطبيق واتساب حول العالم. ويكمن الخطر الأكبر في استغلال المحتالين للسلوك البشري بدلاً من الثغرات التقنية، ما يجعل المستخدمين أنفسهم الحلقة الأضعف في الحماية.
ad
كيف تحمي نفسك؟
لحماية الحساب من «الاقتران الخفي»، ينصح خبراء الأمن باتباع الخطوات التالية:
التحقق الدوري من الأجهزة المرتبطة: مراجعة قائمة الأجهزة المتصلة بحساب واتساب وإزالة أي جهاز غير مألوف.
الحذر من الروابط غير المتوقعة: حتى إذا كانت الرسائل صادرة من جهات اتصال معروفة، يجب التحقق من صحتها قبل النقر على أي رابط.
تفعيل التحقق بخطوتين (Two-step verification): يضيف هذا طبقة أمان إضافية ويجعل من الصعب على المحتالين السيطرة على الحساب.
عدم إدخال رموز الاقتران عبر مواقع خارجية: يجب التعامل مع أي طلبات تحقق أو ربط خارج تطبيق واتساب بحذر شديد.
تسلط عملية «الاقتران الخفي» الضوء على اتجاه خطير في التهديدات الرقمية الحديثة، حيث يعتمد المهاجمون بشكل أكبر على الهندسة الاجتماعية واستغلال الثقة البشرية بدلاً من استهداف الثغرات التقنية، ما يجعل الوعي الرقمي والممارسات الأمنية الصحيحة أساسية للحماية من هذه الهجمات.
