
في الوقت الذي تعاني فيه كبار أندية أوروبا من ضائقات مالية خانقة، وتلهث إدارات أخرى خلف الرعاة لتوفير رواتب النجوم، يبدو أن فلورنتينو بيريز، رئيس ريال مدريد، قد وجد مغارة “علي بابا” الخاصة به، ولكن هذه المرة ليست في الصحراء، بل داخل أسوار الفالديبيباس.
ad
لم يعد قطاع الناشئين في النادي الملكي مجرد مصنع للمواهب الكروية، بل تحول إلى محفظة استثمارية تمشي على قدمين، تدر أرباحًا تضاهي، بل وتتفوق، على عقود رعاية أندية بأكملها.
السر يكمن في الخطة الشيطانية التي انتهجها بيريز مؤخرًا، لا تبع اللاعب بالكامل، ولا تعره ليعود خاملاً، المعادلة الجديدة هي بيع 50% من الحقوق، وترك النادي المشتري يتكفل بالتطوير والرواتب، بينما يراقب الريال عداد الأموال وهو يدور بسرعة جنونية.
النتيجة؟ أرقام تقييمية تجعل العقل يتوقف عن التصديق، إليك قائمة بـ5 سبائك ذهبية تحولت من مجرد أسماء شابة إلى ثروات طائلة:
أليكس خيمينيز.. الانفجار النووي (17,900%)
ad
لعلها القفزة الأكثر جنونًا في تاريخ تقييمات الشباب، الظهير الأيمن الذي انتقل إلى ميلان الإيطالي بقيمة لا تتجاوز 100 ألف يورو، تحول اليوم إلى وحش سوقي بقيمة 18 مليون يورو.
نحن نتحدث عن زيادة فلكية بنسبة 17,900%، ريال مدريد يمتلك نصف هذه القيمة أو حق إعادة الشراء، مما يعني أنه حول الفلوس الفكة إلى ثروة حقيقية دون أن يلمس اللاعب الكرة في “سانتياغو برنابيو” هذا الموسم.
ماريو خيلا.. صخرة لاتسيو الذهبية (5,900%)
ad
عندما غادر خيلا إلى لاتسيو، كانت قيمته تقدر بنصف مليون يورو فقط. اليوم، بات المدافع الصلب أحد أبرز الأسماء في الكالتشيو بقيمة سوقية وصلت إلى 30 مليون يورو.
نسبة الزيادة هنا بلغت 5,900%، مما يجعل قرار التخلي عن نصف بطاقته أحد أذكى القرارات الاستثمارية، فالريال الآن يملك أصلًا ماليًا بقيمة 15 مليون يورو جاهزًا للتسييل في أي لحظة.
تشيما دي أندريس.. الاستثمار الصامت (1,750%)
بعيدًا عن الأضواء الصاخبة، حقق هذا الاسم قفزة هائلة مع شتوتغارت الألماني. من قيمة متواضعة بلغت 800 ألف يورو، وصلت قيمته الحالية إلى 14.8 مليون يورو. هذه الزيادة بنسبة 1,750% تؤكد أن عين كشافي الريال لا تخطئ، وأن استراتيجية توزيع المواهب في الدوريات الخمس الكبرى تعمل بكفاءة مرعبة.
جاكوبو رامون.. الرهان الرابح (1,700%)
اسم آخر انضم لقائمة الملايين، حيث قفزت قيمته من مليون يورو واحد إلى 18 مليون يورو، نسبة نمو بلغت 1,700%، مما يثبت أن أكاديمية “لا فابريكا” لا تنتج لاعبين فحسب، بل تصك عملات نادرة تزداد قيمتها كلما مرت الأيام.
نيكو باز.. الجوهرة الأغلى (650%)
قد تكون النسبة المئوية أقل من سابقيه، لكن القيمة المالية هي الأضخم. نيكو باز، الموهبة التي خطفت الأنظار مع كومو في إيطاليا تحت قيادة فابريغاس، قفزت قيمته من 10 ملايين يورو إلى 65 مليون يورو دفعة واحدة، الريال الذي احتفظ بنصف البطاقة وحق الشراء، يمتلك الآن سيطرة كاملة على مصير لاعب قد يكون زيدان الجديد، أو على الأقل، شيك مصرفي بقيمة تزيد عن 30 مليون يورو.
إجمالاً، تشير التقارير إلى أن ريال مدريد حقق مكاسب في إعادة تقييم أصوله البشرية تجاوزت 160 مليون يورو من هذه السياسة. هذا المبلغ ليس عائدات تذاكر أو بيع قمصان، بل هو أموال ذكية تولدت من استراتيجية إدارية بحتة.
بينما تنفق الأندية الملايين لشراء النجوم، يقوم ريال مدريد بزراعتهم في حدائق الآخرين، ثم يعود ليحصد المحصول ذهبًا خالصًا. إنها ليست مجرد كرة قدم، إنه درس في الاقتصاد يلقيه القرش بيريز على العالم أجمع.
.jpg)












