أشارت قناة “سي بي أس” الأمريكية إلى الدور الذي لعبته المملكة السعودية في أحداث 11 أيلول/سبتمبر 2001، وذلك من خلال تقرير عرضته في برنامجها “60Minutes” (٦٠ دقيقة) تناول ما يعرف بوثائق الـ “28 صفحة”،
وهي وثائق سرية لم يُكشف عنها تتعلق بالتحقيقات التي جرت بعد وقوع الحدث عام 2001.
وقال تقرير القناة الأمريكية إنه من المتوقع أن يزور الرئيس الأمريكي باراك أوباما المملكة السعودية بعد عشرة أيام، في وقت يدرس فيه مسؤولون في المخابرات الأمريكية إمكانية الكشف عن إحدى أكثر الوثائق سرية في البلد والمعروف بـ”٢٨ صفحة” الذي يكشف عن أحداث ١١ أيلول/سبتمبر وإحتمال وجود شبكة دعم سعودية للمختطفين أثناء تواجدهم في الولايات المتحدة.
الوثائق التي ظلت مخفية لمدة 13 سنة تطرق إليها التقرير من خلال مقابلة عدد ممن تسنى لهم الإطلاع عليها. السيناتور الأمريكي السابق “بوب غراهام”، كان إحدى هذه الشخصيات خصوصاً أنه تولى رئاسة لجنة التحقيق في الإستخبارات الأمريكية كمان كان رئيس شريك في لجنة التحقيق الثنائية المشتركة لمجلس الشيوخ حول الفشل الإستخباراتي أثناء أحداث ١١ أيلول/سبتمبر.
لم يفصح “بوب غراهام” عن المعلومات السرية داخل الثماني والعشرين صفحة سوى أنه تحدث عن شبكة أشخاص يعتقد أنهم دعموا المختطفين أثناء إقامتهم في الولايات المتحدة، قائلاً: “لا يُصدق بأن ١٩ شخصاً – أغلبهم لم يتكلموا اللغة الإنكليزية قط ولم يذهبوا إلى الولايات المتحدة من قبل ولم يحصلوا على تعليم ثانوي – إستطاعوا تنفيذ مهمة معقدة كهذه من دون بعض الدعم من داخل الولايات المتحدة.”
ورداً على سؤال: أتعتقد أنّ الدعم أتى من المملكة السعودية؟
أجاب بوب غراهام بلا تردد: أجل، دعم جوهري. وأشار إلى أن الدعم لم يأتِ من جهة محددة بل شاركت به الحكومة السعودية إلى جانب ممولين وجمعيات تعمل نحن الغطاء الخيري. ويعتقد “غراهام” أنّ الدور السعودي تم التعتيم عليه من أجل حماية العلاقة الحساسة مع تلك المملكة التي “يعشعش الحاكمين والملوكيين والثروات والدين بعمق في مؤسساتها”، وفق تعبير القناة الأمريكية.
العضو الديمقراطي السابق في مجلس الشيوخ والسفير الأمريكي إلى الهند “تيم رومير” قرأ الوثائق مرات عدة، في البداية بصفته عضواً في لجنة التحقيق المشتركة ولاحقاً كعضو في لجنة ١١ أيلول/سبتمبر التي كان من شأنها إكمال ما تركه تحقيق مجلس الشيوخ.
وكشف أن التقرير ذكر إحتمال الدعم السعودي الرسمي لإثنين من المختطفين الذين أقاموا في ولاية “كاليفورنيا” الجنوبية، وقد تم تسليم تلك المعلومات إلى لجنة ١١ أيلول/سبتمبر للتحقيق. وتابع أن المعلومات التي يحتويها “تقرير الثماني والعشرين” ستفاجئ الجميع، قائلاً: “ستتفاجؤون عن بعض الأجوبة التي تكمن في تقرير لجنة ١١ أيلول/سبتمبر حول ما حصل في “سان دييغو” و”لوس أنجيلوس” والتورط السعودي بهما.”
السيناتور الأمريكي السابق “بوب كيري” كان أيضاً من بين الأعضاء العشرة من لجنة ١١ أيلول/سبتمبر الذين قرؤوا الثماني والعشرين صفحة والذي يعتقد أنّ ينبغي نشره. يقول كيري في إشارة إلى المملكة: “لا يمكنك تقديم المال للإرهابيين ثم تقول: لا علاقة لي بأعمالهم”.
أما “جون ليمان”، وهو الأمين العام لبحرية الولايات المتحدة الأمريكية تحت إدارة الرئيس “ريغان”، اعتبر أنه “لم تكن صدفة أن ١٥ من أصل ١٩ من المختطفين سعوديين، وإرتادوا مدارس سعودية وتعلموا منذ أول يوم ذهبوا فيه إلى المدرسة عن هذا المذهب المتعصّب من الإسلام.”
وتحدث “ليمان” عن “الوهابية” بصفتها “الشكل المحافظ المتشدد من الإسلام المتجذر هنا ويخترق كلّ ملامح المجتمع هناك، ومن بعد النفط، تعتبر الوهابية إحدى أكبر صادرات المملكة. ويمتلك علماء الدين السعوديون المؤتمنون على أكثر المقامات قداسة في الإسلام قوّةً هائلةً ومليارات الدولارات من أجل نشر عقيدتهم"، وفق ما جاء في التقرير.