فرقت الشرطة الموريتانية، اليوم السبت، اعتصاماً رافضاً لقرار السلطات استئصال عشرات أشجار النخيل بدعوى إصابتها بمرض السوسة الحمراء.
واستعملت الشرطة القوة لتفريق عشرات المزارعين وملاك الضيع الفلاحية بمدينة تجكجة وسط البلاد، مستخدمة القنابل المسيلة للدموع لإبعاد المحتجين عن البساتين، وفسح الطريق أمام عمال وزارة الزراعة الذين انتظروا يومين لتنفيذ قرار وزارتهم باقتلاع النخيل.
وكان المزارعون قد أبدوا اعتراضهم على قرار الوزارة القاضي باستئصال عشرات النخيل المشتبه في إصابتها بمرض "السوسة الحمراء"، واعتصموا لمدة ثلاثة أيام في خيام نصبوها داخل بساتين النخيل.
وفوجئ مندوبو وزارة الزراعة باعتصام المزارعين، فأبلغوا السلطات الأمنية، متهمين المعتصمين بمنع فرق وزارة الزراعة من القيام بعملها. في حين رفض المزارعون القرار، معتبرين أنه غير صائب لأن السلطات تستأصل جذوع النخيل دون التأكد من إصابتها بمرض السوسة الحمراء.
وتعاني واحات النخيل في موريتانيا من داء السوسة الحمراء التي أصابت نخيلها بشكل كبير، خاصة في ولاية تكانت وسط البلاد، ما يهدد محاصيل التمور التي تعتمد عليها نسبة كبيرة من المزارعين بموريتانيا.
وتعتبر هذه أول إصابة بداء السوسة الحمراء على نطاق واسع في موريتانيا، ما أحدث ارتباكا في صفوف المهتمين بهذا القطاع الذين لا يملكون الخبرة الكافية لمواجهة هذه الآفة.
وتحاول السلطات الموريتانية جاهدة القضاء على سوسة النخيل الحمراء التي يرى المهتمون أنها أصبحت تشكل خطراً على وجود النخيل في ولاية تكانت، وتهديداً فعلياً لمصدر رزق مئات من المزارعين الذين يعتمدون على زراعة النخيل.