وصف الرائد السابق في الجيش الموريتاني محمد ولد شيخنا شهادة رفيقه الرائد السابق صالح ولد حننا في برنامج "شاهد على العصر" على قناة الجزيرة بأنه شهادة بهتانية، و"غوبلزية"، مخاطبا صالح بقوله: {يا صالح قد كنت فينا مرجوا قبل هذا}.
وقرأ ولد شيخنا من مذكرة لديه أن ولد حننا لم يترك له بدا من الرد عليه وإلجامه، مشيرا إلى ذلك سيؤذيه ويؤذي عائلته، واصفا ما ذكره صالح في الحلقة التي بثت يوم 20 مارس الماضي بأنه بهتان عظيم، وفي أكبر ملئ، مشيرا إلى أن ترديه ليس له قرار، وسوء تقديره لترفع الآخرين ليس له سقف.
ورأى ولد شيخنا خلال حديثه في برنامج حمل عنوان: "للتاريخ" على قناة الساحل الخاصة أن ولد حننا يستحق التهنئة على ما وصفه بالقفزة الاستثنائية التي لم يسبق لها من هو في سنه أو من بلده، واصفا شهادته على العصر بأنها كانت "المحطة النهائية لحملة إعلامية ممنهجة"، معتبرا أن صالح فقد خلالها روحه واحترامه.
وقال ولد شيخنا إنه فضل خلال الفترة الماضية الابتعاد عن التناول الإعلامي لتلك الحقبة، مبررا ذلك بأنه كان يرى أن من طرحوا أنفسهم لحكم البلاد، وكانوا قدوة، لا يليق بهم أن يظهروا أمام الرأي العام وهم ينفجرون أنانية وصغرا، ويتهارشون على جثة المحاولة الفاشلة للثامن يونيو 2003، معتبرا أنه كان الأجدى البحث عن عطاء جديد، أو الهدوء والصمت.
واعتبر ولد شيخنا أنه لم يكن يضايقه أو يستفزه ما كان يلحظه خلال الحديث عن هذه الحقبة، وخصوصا خلال مقابلة ولد حننا مع الجزيرة 2006، والموريتانية 2007، وكذا شنقيط 2015، والمرابطون 2015، واصفا الشهادة الأخيرة بأنها حملت تزييفا للحقائق، وتجييرا لها.
وتحدث ولد شيخنا عن العلاقة التي كانت تربطه بولد حننا، مشيرا إلى أنه كان يقدم حياته على حياة أعز أبنائه، مردفا أن صالح قال له مرة إنه يقدمه على شقيقه سيد محمد ولد حننا، مشيرا إلى أنه يعتقد أن صالح كان صادقا حينها.
وأردف ولد شيخنا لقد آثرت أن أترك له الجمل بما حمل، فتركت له محاولة الثامن من يونيو، ثم الحزب بعد ذلك، ولم أنسحب منهم إلا بعد تم ترخيصه وقامت هيئاته، مبررا ذلك بأنه يمكن أن يستقل، ويمكن لرجليه أن تحملاه، بخلاف ولد حننا الذي لا بد لديه من شيء يعتمد عليه.
وتحدث شيخنا في أولى حلقاته، عن التحاقه بالجيش برتبة ضابط في العام 1985، مؤكدا أن أسرته لم تعترض على ذلك، مشيرا إلى أنه كان يستبعد النجاح، ولذا لم يتابع النتائج، قبل أن يبلغه والده بأنه سمعه في الإذاعة ويعد له العدة للالتحاق بالجيش.
وقال ولد شيخنا إنه كان حينها يرى أنه سيكون له شأن، لكن لم يفكر بشكل تفصيلي في الانقلاب، مستعرضا المناصب التي تولاها في قيادة الجيش، وفي مكاتبه المختلفة.
كما استعرض موقفه خلال الانتخابات الرئاسية 1992، مشيرا إلى أنه كان ينوي التصويت للمرشح والرئيس السابق المصطفى ولد محمد السالك، غير أنه في النهاية صوت للرئيس ولد الطايع عندما رأى أن التصويت له كان ضعيفا في المكتب العسكري الذي كان سيصوت فيه.
وقال ولد شيخنا إن تفكيره في الانقلاب بدأ بعد انتخابات 1997، والتي كان التزوير فيها مكشوفا، متحدثا عن بعض الضباط الذي رفضوا التصويت له، مشيرا إلى أنه هو لم يفعل ذلك بشكل علني، لكنه مزق بطاقة التصويت وبصق فيها، مردفا أنه يدرك أن هذا يعني أن تصويته لاغ لكنه فعله.
ولم يذكر ولد شيخنا أنه اتصل بأي كان من قادة الانقلاب، مشيرا إلى أنه أبقى الأمر في نفسه، وفضل العمل على الترقي داخل رتب الجيش، نافيا أي علم له بالمجموعة الأولى التي تولت تنسيق العمل، والتي تحدث عنها ولد حننا، وتضم (ولد حننا، وولد أحمد، وولد عبدي)، طالبا سؤالهم هم عن الموضوع.
أما النقطة الثانية التي دفعت لذلك، فهي العلاقات مع إسرائيل، وخصوصا رفع تمثيلها إلى تبادل السفراء، مشيرا إلى أنه كان يعتبر الأمر عاديا أيام كانت مكتب رعاية مصالح لأنه كان موجودا في تونس وفي المغرب، مشددا على أن رفع التمثيل إلى مستوى السفارة استفزه كثيرا.
ورأى ولد شيخنا أن النقطة الثالثة هي التطبيل الكبير للنفط والذي قام به النظام حينها، مردفا أن هذه النقاط الثلاث هي التي دفعته للاقتناع بالعمل للانقلاب.
وأشار ولد شيخنا إلى ولد حننا حدثه عن الانقلاب في العام 1999، لكنه نصحه بالتريث، قبل أن يفاتحه في الموضوع في مارس 2000 بعد حصوله على ترقية إلى رتبة رائد، مردفا أنه طلب من صالح أن يكشف له تفاصيل الملف، وعندما تردد قال له إنه لن يشارك في الأمر إلا أذا صارحه به.
وقال ولد شيخنا إنه اتفق مع ولد حننا على عدة نقاط من بينها المرجعية الحضارية، والحكم الديمقراطي، وعدم استلام الحكم خلال الفترة الانتقالية، مشيرا إلى أنه أخذوا أسماء مستعارة، حيث أخذ هو اسم "يحي"، وأخذ ولد حننا اسم "المرابط" لأنها كانت لقب جده صالح ولد الرشيد.
وأضاف ولد شيخنا أنه طلب من ولد حننا أن يكشف له أسماء الأشخاص الذي معه، وذلك بعد أن أخبره أن معه 10 ضباط، وعند استعراض أسمائهم اعترض على ثلاثة منهم بشكل نهائي، وأكد عدم استعداده للعمل مع اثنين، وتحفظ على اسمين آخرين لأنهم كانوا أعلى رتبة منهم.
وقال ولد شيخنا إنه كان حينها يشغل منصب نائب رئيس مكتب، يتبع له 10 ضباط، و38 أو 48 ضابط صف، بينما كان ولد حننا يقود مكتب وهي للإعلامي لا يتبع له أحد، مردفا أنه سأله عما قاموا به حتى الآن، حيث أخبره ولد حننا أنهم لم يقوموا إلا إرسال رسالة – أو وشاية يقول ولد شيخنا – في ضباط مكناس تقول إنهم كانوا يحضرون لانقلاب، وقد أثر ذلك على التحضيرات العسكرية التي كانت جارية، وتم تسليم الرسالة عبر ملثم لأحمد ولد الطايع.
وتحدث ولد شيخنا عن محاولة انقلاب 2000، نافيا ما ذكره ولد حننا من أن وحدات من البحرية كانت ستنفذها، واصفا الأمر بأنه غير منطقي، مشيرا إلى النظام خدمهم خلال كثيرا، عندما وفر العتاد، واستدعى الجنود، مؤكدا أن التاريخ الذي كان محددا لتنفيذها هو يوم 26 نوفمبر 2000، وكان ولد حننا مكلفا بالسيطرة على كتيبة المدرعات، غير أنه طلب في آخر لحظة تأجيلها، بعد لقاء معه حوالي الـ11 ليلا.