أصيب آلاف المنقبين عن الذهب بخيبة أمل كبيرة بعد عدم تمكن أي منهم من الحصول على ذرة واحدة من الذهب بسبب استعمالهم لأجهزة مزورة مستوردة من طرف شبكة عالمية خطيرة وكبيرة كانت تنشط في السودان والنيجر واتشاد إضافة إلى عراقي من أصحاب السوابق.
وقالت المصادر إن العصابة تتعامل مع مصنع أندنوسي صغير يقع في مدينة مولومبو يزور أجهزة MINELAB الأميركية وتقوم بتوزيعها في بعض الدول المتخلفة التي تنعدم أو تقل فيها الرقابة ويسهل خداع مواطنيها.
و كانت الشبكة قد طُردت من السودان منذ تسعة أشهر , لتحل في اتشاد ومنها إلى النيجر التين طردت منهما في مطلع فبراير الماضى , حيث اعتقل أحد رؤوسها المدبرة وفر الباقون جاعلين من موريتانيا وجهتهم الموالية .
وقالت المصادر إن الشبكة قامت باستئجار مجموعة من السماسرة للترويج لبضاعتها بطرق مستحدثة مستغلين طيبة الشعب الموريتاني ’ وطموح شبابه وسعيه الحثيث نحو الثراء السريع , فقام السماسرة بإخراج مسرحية بالغة الدقة , حيث تقمصوا دور منقبين تقليديين ’ بعد أن حصلوا من طرف الشبكة على 700 غ من سبائك فلزات الذهب , تشبه تلك التى توجد في الطبيعة , وقاموا بالتصوير معها وهم يرتدون الزي الموريتاني التقليدي (الدراعة) , ثم قاموا بنشر تلك الصور على شبكات التواصل الاجتماعية والوسائط الإعلامية .
و وجدت السلطات نفسها محرجة أمام سيل الشباب الموريتاني الباحث عن الذهب فهي إن منعتهم فستُتهم بمحاباة شركات التنقيب الأجنبية على حساب المواطنين , فأرادت ضرب عصفورين بحجر واحد أو ثلاثة عصافير على الأصح , فهي من ناحية ستترك المواطنين ليتأكدوا بأنفسهم فتبقى بمعزل عن أصابع الاتهام بمحاباة شركات التنقيب , ومن ناحية أخرى ستحصل على سيولة كبيرة من جمركة الأجهزة وبيع رخص التنقيب , ومن ناحية ثالثة سيجد رجل الشارع ما يلهيه عن الخوض في أمور السياسة والأزمات التي يعانى منها البلد .
الرأي المستنير