أنا لا أفهم السر في إصرار الرئيس ووزرائه على جلدنا بسلاسل الارقام الفلكية عن مخزون الدولة المالي وعن رفاهها الاقتصادي في وقت تضرب فيه البطالة بأطابها في الشباب والخريجين ..
نحن أكثر بلد في الوطن العربي بطالة..
نحن من أسوأ البلدان تعليما ..
نحن ما زلنا ضمن دول ما تحت خطوط الفقر والفاقة. .
نحن ما زلنا نتعالج في تونس والمغرب والسنغال وفرنسا ..
نحن نعاني يوميا من انقطاع الكهرباء البدائي..
نحن لا نصدر صناعة ذات قيمة ...
نحن خلقنا لنستهلك فقط ..
نحن لا نملك سوى مطبعة واحدة منذ نشأة الدولة ..
وفي عاصمتنا هذه ما زالت السيارات تغوص في الرمال في بعض الشوارع ..
نحن البلد الوحيد الذي يدير فيه الجاهل مؤسسات تضم أساتذته. ...
نحن البلد الوحيد الذي يتم فيه التجريم بالقرابة والتقدير بالقرابة. ..
نحن البلد الوحيد الذي يقال فيه الموظف لأسباب ذمية. . ويفضح على رؤوس الأشهاد ثم يعاد تعيينه دون أن يرف
له ولا للذي عينه ...
نحن البلد الوحيد الذي يملك شركة طيران لا يستفيد منها داخليا إلا الأثرياء. .
نحن البلد الوحيد الذي يقر دستوره لغة وتستخدم إدارته لغة أخرى ....
نحن البلد الوحيد الذي يسخر رئيسه من ثقافته وتراثه وصورته الناصعة ثم يدعي أن لديه (رؤية)..
يا سيدي الرئيس ما قيمة هذه الأرقام التي حفظنا منك ومن وزرائك؟
ما قيمتها إذا كنا ما زلنا في نفس النقطة التي وجدتنا بها؟
ما قيمة تخدير الجوعى بأرقام وأملاك لا يوجد لها أثر على حياتهم؟ ..
يا عصور المعلقات مللنا == ومن الجسم قد يمل الرداء
نصف أشعارنا نقوش وماذا == ينفع النقش حين يهوي البناء؟
نقلا عن صفحة الدكتور الشيخ ولد سيدي عبد الله