نظرا للوضعية الاجتماعية والاقتصادية والسياسية الصعبة التي يمر بها البلد، تابع الموريتانيون باهتمام كبير خطاب ولد عبد العزيز في مدينة النعمة .لكنه مرة أخرى يخيب أمل الموريتانيين وخاصة الحراطين الذين ما زالوا يعيشون البؤس والشقاء بسبب استمرار العبودية والجهل والفقر المدقع في سكان آدوابه والأحياء الشعبية والصفيح في المدن .وعلى الرغم من ذلك فقد استوقفنا في خطابه ما يلي :
نفيه للعبودية في موريتانيا بيد أنه دشن محكمة الرق في مدينة النعمة .كما أعطى صورة وردية للوضعية الاجتماعية والاقتصادية للبلد بينما اعترف بأن أبناء الحراطين يتسكعون في الشوارع محرومين من التعليم والتكوين وذووهم يفترشون الأرض ويلتحفون السماء .مما يبين التناقض الصارخ بين كلامه والواقع المزري الذي يعيشه الحراطين .وعلى الرغم من ذلك دأب الجنرال على كيل الإهانات لهذه الشريحة ونعتها بكل الأوصاف لأنه بعد التظاهر بتجاهلها في أنواذيبوا يخرج عليها في النعمة ليصمها بالتسافد والتكاثر العشوائي كأنهم قطعان من البهائم معتبرا أن ذلك هو سبب عبوديتهم وبؤسهم وشقاءهم .وهو ما يبرهن بجلاء أنه ليس رئيسا للفقراء وينم بشكل فاضح عن فشل سياساته الاجتماعية والاقتصادية والسياسية .لأن موريتانيا لا يتجاوز سكانها أربعة ملايين و مواردها وفيرة.
إن إهانة ولد عبد العزيز للحراطين تنم عن جهله بتاريخ مكونات شعبه .فالحراطين يرتبطون بتاريخ وجغرافيا هذه الأرض التي شاركوا مكوناتها في إعمارها وبنائها قديما وحديثا ..بنوها مزارعين منمين و حمالين ودباغين و جنودا مدافعين ...في كل ميدان يبنون ولا ينهبون .
*مما عبر عن النظرة الشيفونية لولد عبد العزيز اتجاه الحراطين الذين يمثلون نصف سكان هذا البلد على الرغم من تهميشهم ومحاولته هو ونظامه تطبيق سياسة تقليلهم من خلال تهجير الفتيات الحرطانيات إلى السعودية للحد من نسلهم .ووضع العراقل أمام إحصائهم عندما يتواجدون عند مقرات الحالة المدنية في العاصمة والمدن في الداخل .مما يترجم عن عقلية الرجل الإقطاعية والشيفونية لأنه يريد الحراطين أن يكونوا أداة لخدمة القوى التقليدية والإقطاعية .
*إن من يعتبر أنه رئيسا للبلاد ولكل المواطنين لا ينبغي له أن تكون عنده هكذا نظرة اتجاه بعض مكونات بلده .
*تناول ولد عبد العزيز الوحدة الوطنية من زاوية و رؤية ضيقة حين حصرها في توزيع بعض الموارد على كل الجهات في الوطن .و زعم أن حقوقيي الحراطين والمعارضة تستغل الوحدة الوطنية سياسيا للحصول على مصالح ذاتية متناسيا أن نظامه ينتهج سياسة فرق تسد .ثم إنه كيف لشعب نصفه ما زال يعاني من العبودية والحرمان والتهميش يمكن لوحدته أن تتعزز في غياب عدالة إجتماعية وقيام دولة القانون المؤسسات .
إن احتقار البعض و تبجيل البعض يعتبر كيلا بمكيالين ولا يخدم الوحدة الوطنية أما المطالبة بالحرية و تحقيق العدالة الإجتماعية والمساواة فهو يخدمها .
*ويتمادى الجنرال في الرغبة في تهميش مكونة الحراطين لما كشف عن نيته في إنشاء مجالس جهوية والقضاء على مجلس الشيوخ من أجل إحكام قبضة الإقطاعية وكل القوى التقليدية سيطرتها على أسباب النفوذ والثروة لتطويع الحراطين و إخضاعهم حتى يستمروا في معاناتهم .
إننا في حركة الحر نستنكر وندين بشدة إهانة الجنرال ولد عبد العزيز للحراطين كما نستنكر وندين صمت وزير العدل على ظلم الحراطين .لذا يجب على ولد العزيز الإعتذار لشريحة الحراطين وعلى وزير العدل أن يستقيل .وحري بجنرالنا أن يتمثل الحكمة :"إذا كان الكلام من فضة يكون السكوت من ذهب " و ليعلم وزير عدله أن الساكت عن الحق شييطان أخرس .
إن الحراطين ماضون في النضال قدما من أجل نيل حقوقهم الاجتماعية والاقتصادية والسياسية ,من خلال إرساء دولة القانون والعدل والمؤسسات.
عاشت حركة الحر
عاشت موريتانيا
أنواكشوط :05/05/2016
اللجنة المركزية