منذ أن تحدث مسؤول رسمي على شاشات التلفزيونات وأمواج الإذاعات، وأعلىن صراحة لا تلميحا عن وجود كميات من الذهب على مستوى السطح،بدأ الجميع يتنادى في تهافت لم تعرف البلاد مثيلا له.
حتى الذين تركوا البلد بعد أن حرمهم من تقاسموه من فتاته،واستقبلتهم بلدان أخرى أعطتهم ما ضن عليهم وطنهم به،عادوا مسرعين بما حصلوا ليستثمروه في ذهب،أكدت الدولة وجوده بتقنين الحكومة لإستغلاله،من خلال الحصول على رخصة للتننقيب مدفوعة الثمن وجهاز تنقيب مجمرك.
باع البعض ما لديه واستدان البعض الآخر ليفي بالشروط التي طرحتها الدولة للحصول على حق التنقيب،وواجه الجميع غول الصحراء المخيف وشمسه الحارقه وهم يحلمون بالحصول على كميات من الذهب ،تنسيهم البؤس والحرمان وتعطيهم حق العيش كبشر على هذه الأرض التي يسمونها وطنا.
كان حلمهم مبررا،فقد قامت حملة إعلامية ،مجهولة المصدر سلاحها الصورة ،لإقناع المترددين من خلال روايات مصورة تحكي العثور على الكيلوغرامات من الذهب خلال يوم واحد.
اليوم وبعد أن فقد المتهافتون على الذهب كل ما يملكون وما استدانوا به،تحول حلمهم إلى كابوس يدفعهم إلى القيام بأي شيء للصول على الذهب،حتى لو كان اجتياح الشركة التي تستغل مناجم تازيازت.
لقد أصبح المتهافتون على الذهب اليوم يشكلون وقود ثورة تنتظرها أطراف كثيرة،فهل ستكون خيبة الذهب هي النابض الذي سيشعل تلك الثورة؟
الاخباري