... وهل سنشهد ردة لحكم الديكتاتوريات؟ وما هي البدائل المقترحة؟
تمر اليوم الذكرى المئة لاتفاقات سايكس بيكو التي قسمت ارث الدولة العثمانية في المشرق العربي الى عدة دول وكيانات، تم وضعها تحت الانتدابين الفرنسي والبريطاني، والتمهيد لخلق دولة اليهود في فلسطين، ومن المؤلم اننا، وفي ظل الوضع الراهن الذي تعيشه المنطقة حروبا، وتفتيتا، وصراعات طائفية، واخرى عرقية، بدأنا نترحم على هذه الاتفاقات التي عارضناها بقوة، في اطار حنيننا للوحدة العربية، لان معظم المؤشرات تؤكد ان السيء الذي يسود منطقتنا، يمكن ان يتحول الى الاسوأ.
جميع الايديولوجيات التي برزت طوال المئة عام الماضية، وتجاوزت الدولة القُطرية لمصلحة الوحدة الشاملة، وضعت هذه الوحدة، وتحرير فلسطين، على قمة اولوياتها، ولكنها فشلت في تحقيق اي من الهدفين، سواء كانت قومية عروبية، او اشتراكية اممية، او اسلامية بشقيها المعتدل والجهادي.
نعرف الماضي جيدا بكل احباطاته، وخيباته، وحروبه، وانقلاباته العسكرية، والديكتاتوريات التي تحكمت بالمنطقة تحت مسميات عديدة، ابرزها الحرية، والاستقلال، والسيادة الوطنية، وعندما اردنا التخلص منها وارثها القمعي العميق، وجدنا انفسنا امام مخطط جديد، لاعادة سايكس بيكو في صوره معتدلة للاسوأ، تقوم على اساس اعادة رسم الحدود من جديد، حسب الاعتبارات الطائفية والعرقية، والقبيلة، الامر الذي قد يؤسس لدولة وكيانات ضعيفة، متصارعة فيما بينها على الارض، ما فوقها وما تحتها.