قرر حزب التجمع الوطنى للإصلاح والتنمية لمعارض (تواصل) تغيير نائب رئيس الحزب والقيادى البارز بالتيار الإسلامي محمد غلام ولد الحاج الشيخ من منصبه نائبا لرئيس الجمعية الوطنية، و اختيار خليفه له من بين نساء الحزب. وقالت مصادر زهرة شنقيط إن القرار اتخذ مساء السبت 14 مايو 2016 بعد جلسة غاب عنها محمد غلام ولد الحاج الشيخ، وإن الحزب يتجه لاختيار النائب أفو بنت الميداح خلفا له. وتقول مصادر الحزب إن القرار اعتمد اللائحة الداخلية التى اقرها المكتب السياسى قبل أشهر، وهى اللائحة التى تم بموجبها تغيير رئيس الكتلة البرلمانية للحزب المختار ولد محمد موسى، واسناد قيادتها للأمين العام حمدى ولد ابراهيم. ويأتى اعفاء محمد غلام ولد الحاج من منصبه بعد أيام من انتقادات حادة وجهها إليه الرئيس الموريتانى محمد ولد عبد العزيز ضمنيا دون أن يسميه، حينما دافع عن تصريحات أعضاء الحكومة تحت قبة البرلمان قائلا إنها تمت تحت تأثير الاستفزاز الذى قام بعض المعارضين. ويرفض الحزب أي تأثير للتوتر القائم مع السلطة على قراراته الداخلية، لكن اعفاء ولد الحاج الشيخ من ثانى منصب يمتلك الحزب فى هرم السلطة القائمة فى هذا التوقيت يثير الكثير من الأسئلة حول مدى استجابة الحزب للضغوط الخارجية التى تمارسها الحكومة وبعض الأطراف القريبة منه، وسط جدل متصاعد بشأن الحوار ومتطلباته. وأثار النائب محمد غلام ولد الحاج الشيخ الكثير من الجدل دخل الساحة السياسية بحكم أدائه داخل البرلمان، ودخل فى خلاف حاد مع مجمل أعضاء الحكومة حول قضايا التنمية وضعف التسيير ، حيث استجوب وزير الداخلية والخارجية والشؤون الإسلامية والتجهيز والتجارة حول العديد من القضايا المثارة داخل الساحة السياسية بموريتانيا. وخلال سنة 2015 شكل نواب حزب التجمع الوطنى للإصلاح والتنمية المعارض رأس الحربة فى مواجهة النظام، وطرح الفريق البرلمانى 95% من أسئلة الجمعية الوطنية، كان للنائب ولد الحاج الشيخ نصيب الأسد منها، وشكلت استجواباته للوزراء محطات سجال قوية داخل البرلمان بعد جمود توقع البعض حدوثه خلال الفترة الأخيرة. وطرح النواب 12 سؤالا 2015 من أصل 13 سؤال تم طرحها خلال الدورات البرلمانية الأخيرة. ويقول الحزب إن نوابه ن نوابه ناقشوا ملف الأمن والزراعة والصيد والسجون والمعوقين والفساد المالي والإداري والصحة والتعليم، وكانوا طيلة الفترة المنصرمة إلي جانب القضايا المثارة في الشارع، متحملين المسؤولية رغم الجو الضاغط. كما أكدت الكتلة حضورها في مجمل النقاشات الأخري، كعرض الميزانية، والمشاريع المقدمة من طرف الحكومة، سواء تعلق الأمر بالاتفاقيات الدولية، أو القروض الخارجية، أو القضايا الداخلية الرامية إلي تحسين الأداء وتطوير البرلمان.. وفجر ولد الحاج أزمة داخل الجمعية الوطنية حينما أتهم رئيسها صراحة محمد ولد ابيليل وبعض مساعديه بضعف الشفافية وسوء التسيير، وطالب بالكف عن خرق القوانين الداخلية وتسيير الأمور المالية بقدر من الشفافية، مستغربا ضعف اهتمام الرئيس ونوابه بالعاملين فى المؤسسة، واهدار الأموال الطائلة فى تكوينات شكلية وسفريات غير مبررة، بينما يصارع بعض النواب المرض دون مساعدة، ويعيش بعض العمال واقعا مريرا بفعل ضعف التعويض وغياب النقل والشفافية فى تسيير الأشخاص والأموال. ولوح ولد الحاج الشيخ بالاستقالة من منصبه فى الجمعية الوطنية مالم تتخذ اجراءات صارمة لمنع الفساد فيها، وإلزام كافة الموظفين باحترام النصوص القانونية الناظمة لها، وإعطاء النموذج باعتبارها الجهة المكلفة بمراقبة تسيير الأموال. ويعتبر ولد الحاج الشيخ أحد قادة التيار الإسلامي البارزين، والمرشح الوحيد الذي أصر على خوض انتخابات رئاسة الحزب في المؤتمر الأخير، وطالب بتغيير رئيسه الحالى محمد جميل ولد منصور، لكن خروجه من مكتب الجمعية الوطنية اليوم بشكل مبكر يلقى بظلاله على المشهد المنتظر فى المؤتمر القادم، بعد أن كان الرجل من بين ثلاثة أشخاص يعتقد أن من بينهم رئيس الحزب المنتظر.
المصدر زهرةشنقيط