ينتظم المئات من المواطنين كل صباح منذ مطلع الأسبوع الجاري أمام نقطة بيع مواد غذائية بأسعار مخفضة في مبنى المعرض بولاية نواكشوط الغربية، ضمن ما يعرف بعملية رمضان التي تطلقها الحكومة كل عام بالتزامن مع حلول شهر رمضان المبارك منذ عدة سنوات.
وحسب نظام العمل في "عملية رمضان" فإن نقطة البيع بأسعار مخفضة تعمل خلال أربعة أيام طيلة الأسبوع؛ وهي أيام الاثنين والأربعاء والخميس والأحد، فيما يبدأ العمل ابتداء من الساعة التاسعة صباحا وحتى الرابعة ظهرا.
ست مواد غذائية
وتضم قائمة المواد الغذائية التي تتوفر ضمن "عملية رمضان"، ستة أصناف هي: الأرز والسكر والزيت والمعجنات (المعكرونة) واللبن المجفف (سليا) والبطاطا والبصل.
فيما يصل سعر حصة الفرد حوالي 22.250 أوقية، وتصل هذه الحصة إلى 115 كلغ و10 لترات؛ وذلك على النحو التالي:
الأرز: 25 كلغ: 3250 أوقية (130 للكلغ)
السكر: 25 كلغ: 4000 أوقية (160 للكلغ)
الزيت: 10 لتر: 3000 أوقية (300 للتر)
المعجنات: 10 كلغ: 2500 أوقية (250 للكلغ)
سليا: 5 كلغ: 3500 أوقية (700 للكلغ)
البطاطا: 25 كلغ: 3000 أوقية (120 للكلغ)
البصل: 25 كلغ: 3000 أوقية (120 للكلغ)
طوابير بالمئات
ويشكو العديد من المنتظمين في الطوابير أمام وداخل حائط المعرض من الاكتظاظ وطول الانتظار فيما يطالب البعض منهم بتوفير نقاط أكثر للعملية حتى يتم الحد من حالة الاكتظاظ.
مريم بنت جدو إحدى النساء القادمات لاستلام حصتهن من المواد المقدمة بأسعار مخفضة قالت للأخبار إنها حضرت إلى المعرض الساعة السادسة صباحا لتجد أمامها طوابير منتظمة من الرجال والنساء من بينهم من يؤكد حضوره منذ الساعة الثالثة فجرا.
وتؤكد بنت جدو رضاها عن الكميات التي يسمح للفرد بشرائها دفعة واحدة، إلا أنها تبدي انزعاجها من الازدحام الشديد في الطوابير.
أما عبد الله ولد أحمد فيؤكد للأخبار رضاه عن سرعة الإجراءات، إلا أنه يدعو السلطات المشرفة على العملية إلى توسيعها بما يسمح باستفادة عدد أكبر من المواطنين أو قصرها على الصائمين أو الفقراء دون غيرهم، حسب تعبيره.
انتقادات حادة
وتقول الحكومة الموريتانية إنها تسعى من خلال "عملية رمضان" إلى توفير المواد الغذائية الأكثر استهلاكا خلال شهر رمضان المبارك، بأسعار مناسبة في متناول الجميع، فيما أكد وزير الاقتصاد والمالية قبل أسابيع زيادة الغلاف المالي المخصص للعملية ليصل إلى 940 مليون أوقية.
غير أن العملية ظلت تواجه انتقادات حادة من قبل مدونين وجهات معارضة، رأوا فيها امتهانا لكرامة المواطنين بجعلهم يقفون لساعات طويلة في طوابير تحت حر الشمس في شهر رمضان في انتظار كميات زهيدة من المواد الغذائية وبأسعار قريبة من سعر السوق.
حيث يصف المدون والكاتب محمد محفوظ أحمد "عملية رمضان" بأنها "عذاب للمواطنين وهدر لكرامتهم، مقابل تخفيض حقير لأسعار حصة ضئيلة من المواد الغذائية الرديئة غالبا".
ويضيف: "المواطن أمام خيارين: أن يتسحر في أكناف "خربة" المعرض المظلمة ثم يَضحى هناك ويظمأ ويجوع طولَ اليوم لتُحط عنه أواق من السعر، إذا حالفه الحظ وأوصله الطابور الخامس إلى بضاعة الحكومة المزجاة... وإما أن يصبر عض جوعه ورقة حاله ويستسلم لغول الأسعار الذي أوكلت له حكومتنا نشر المساواة!".
وكالة الاخبار