قابلت تشيلسي ويلسون صديقها عبر تطبيق Tinder، لكنها شعرت بغضب شديد حين وجدت نفس التطبيق على هاتفه بعد 7 أشهر من تعارفهما، ذلك أنه وعد بأنه لن يحمل التطبيق على هاتفه الجديد.
بدأ في اختلاق الأعذار، فزعم أن التطبيق انتقل أوتوماتيكياً من هاتفه القديم، وأنه يستخدمه لأنه يحب أن يقرأ رسائلهما القديمة عليه، لكن تشيلسي لم تصدقه.
حين صارحت تشيلسي زملاءها في العمل بما حدث، أخبرها أحد زملائها عن تطبيق Swipebuster الجديد الذي يمكنه تحديد ما إذا كان لشخص ما حساب على موقع Tinder ومتى استخدمه آخر مرة، وذلك مقابل 4.99 دولار فقط.
تقول تشيلسي لصحيفة The Guardianالبريطانية إنها ليست من النوع الغيور، لكنها تشعر بأن "شيئاً ما" يحدث في الخفاء، لذلك قررت أن تدفع الخمسة دولارات وتبحث في الأمر.
تطور تكنولوجيا “العلاقات”
سهلت التكنولوجيا الخيانة؛ فتطبيقات مثل Tinder وBumble وGrindr توفر عدداً لا نهائياً من العلاقات المحتملة، لكن بات من السهل أيضاً اكتشاف الخيانة عن طريق العديد من تطبيقات الهواتف ومواقع الانترنت وبرامج التجسس.
خدمات سرية مثل Swipebuster، تتيح للمحبين الغيورين تتبع أنشطة أزواجهم دون علمهم. بعض تلك المواقع قانونية، تعمل عن طريق متابعة البيانات العلنية، والبعض الآخر يعتبر من برامج التجسس التي تعمل بصورة سرية على الأجهزة وتتيح المراقبة عن بعد.
وهناك أيضاً نوعٌ من التطبيقات التي تتيح لكل من الزوجين الدخول إلى حسابات الآخر على مواقع التواصل وكذلك متابعة المكالمات الهاتفية والرسائل النصية.
توجد كذلك نوعية من الأجهزة الغريبة، مثل أجهزة اكتشاف الدخان والكاميرات الخفية والوسائد التي تحتوي على حساسات الحركة، ولكن استخدام هذه الأجهزة يدل على أزمة ثقة بين الشريكين يجب العمل على حلها.
حينما يحاول أحد الزوجين التجسس على الآخر، فهذا يعني أنه يحاول أن يجد دليلاً ملموساً يؤكد شكوكه. ربما ينصحك المختصون بالتحدث إلى شريك حياتك بصراحة بدلاً من التجسس عليه، لكن إجابة سؤال "هل تخونني؟" غالباً ما ستكون بالنفي! لذلك من الصعب تقبل هذا الرد. فالشك قد يكون أصعب من اليقين أحياناً.
تأكدت تشيلسي عن طريق موقع Swipebuster أن صديقها استخدم حسابه على Tinder في نفس اليوم الذي أجرت فيه البحث. وبالطبع أنكر صديقها أنه استخدم التطبيق، لكنها قالت له أن لها "مصادرها" التي علمت من خلالها أن حسابه لا يزال نشطاً. حينما هددت تشيلسي بقطع علاقتها به إن رفض أن يريها هاتفه، رضخ في النهاية. وجدت تشيلسي أنه قد تبادل رسائل مع ما لا يقل عن 8 فتيات، وقال لإحداهن أنه “غير مرتبط”!
مدى قانونية هذه الوسائل الحديثة لازال محل نقاش؛ فقد يعتبر Swipebuster قانونياً لأنه يستخدم البيانات العامة، لكن بعض الولايات الأميركية يعتبر تتبع المعلومات على جهاز أي شخص دون موافقته أمراً غير قانوني. وبعض تلك المواقع يزعم أنه يقدم خدمة قانونية من أجل متابعة الأبناء أو موظفي الشركات، لكنها توفر الخدمة لمتابعة الأزواج والزوجات أيضاً.
التطبيقات تسبب أزمة ثقة
يقول ميك باور أن Couple Tracker ساعده وزوجته على التغلب على مشاكل الثقة. البعض يعاني من مشكلة الغيرة، وهذا التطبيق قد يريحهم من الشك ويمنحهم الطمأنينة.
ولكن من عيوب هذه التطبيقات أنها قد تسبب الشك المرضي، وتؤدي إلى تفقد الهاتف بصورة هستيرية.
تقول مونيكا أن Couple Tracker زاد من حدة الغيرة في علاقتها بصديقها. ورغم أنه هو الذي تورط في الخيانة، إلا أنه حمل التطبيق على هاتفها ولا يزال يضايقها بأسئلته.
إذا ما أخطأ الـ GPS في تحديد موقعها، يشك في أمرها. ورغم أنها كانت ترتاح لمعرفة مكانه حين كان يتأخر بالخارج، إلا أنها كانت تتساءل دوماً: ماذا يفعل هناك؟ وهكذا قد يتسبب هذا التطبيق في خلق المزيد من المشاكل أحياناً.
فرغم أنه يمكن لهذا التطبيق أن يوفر الراحة على المدى القصير، إلا إنه، وعلى المدى الطويل، يتسبب في اعتماد الزوجين على التكنولوجيا بدلاً من الثقة، وهذا قد يسبب شرخاً عميقاً في العلاقة.
حينما اكتشفت تشيلسي ويلسون رسائل صديقها للأخريات، بكت، وترجاها هو ألا ترحل. وأقسم لها أنه لم يتورط في علاقة حقيقية. ولكن تشيلسي لم تعد تثق به بعد ما حدث.
تقول تشيلسي أنها استفادت بالفعل من وجود مثل هذه البرامج، لكنها أيضاً تشعر بالحزن لما وصلنا إليه من الاعتماد على التكنولوجيا في مثل هذه الأمور الخاصة والحساسة.
- هذا الموضوع مترجم عن صحيفة The Guardian البريطانية. للاطلاع على المادة الأصلية، اضغط هنا.