تنعقد في نواكشوط هذه الأيام قمة عربية عادية وأخالني اتفق مع الصحفى المختار ولد عبد الله فى القول بأنها قمة غير عادية، لأنها أزاحت المعهود من الإهمال، واللاشعور بالمسؤولية، وحققت بعض أحلام وأماني الموريتانيين، وتجاوبا من الرئيس مع هذه الأحلام والأماني عند مواطنيه، وهذا ما دفعنى أن أسجل بعض الخواطر حول الموضوع.
فبالعودة بالذاكرة الى ماضينا منذ الاستقلال وحتى يومنا هذا ندرك كيف ناضل شعبنا لمطابقة واقعنا الرسمي المنعزل عن أمته العربية واقعنا التاريخي والثقافي واللغوي وارتباطه بها فرادى وجماعات وانعقاد المؤتمر فى نواكشوط يعتبر نصرا لنضال شعبنا فقول الرئيس هذا حقنا وسنكون له ولو تحت الخيام تعبير صادق وليكن هذا التعبير رادعا لكل الإعذار الى غير رجعة،
فانعقاد مؤتمر القمة العربية فى انواكشوط لأول مرة يعطي إشارة صريحة إلى تجاوزنا مرحلة همزة الوصل الى تعادل الأرقام 1973م، الى مرحلة العضوية السلبية فالمشاركة بإستحياء، فاليكن هذا المؤتمر مؤتمر انطلاقة موريتانيا مؤثرة وفاعلة وغير سلبية، لها رأيها فى حاضر أمتنا العربية ومستقبله إن مواقف السيد الرئيس تعطى الأمل فى ذالك ويشجعنا على هذا الأمل انعقاد هذا المؤتمر غير العادى الذى جسد الأحلام وحقق الأماني فالشكر للسيد الرئيس ولشعبنا التهنئة والتبريك،
ولكن إن عبرنا عن المشاعر الحاصلة للموريتانيين نتذكر أيضا أن الفرحة لابد أن تكون محدودة إذا لم يعبر هذا المؤتمر غير العادى فى هذا الوقت الحرج عن واقع أمتنا،
فوطننا العربي ممزق أو ممهد له بسايكس بيكو جديد يريدون أن يتجزء الجزء ويتحول هذا الوطن الى دويلات طائفية لا حول لها ولا قوة تموت فيها كل المشاعر القومية العربية والعزة الإسلامية ونتحول الى تابعين ونحن يجب أن نكون متبوعين قادة لمنطقتنا العربية ولعالمنا الإسلامي حيث أمر الله مبينا ذالك فى كتابه العزيز بقوله"وإنه لذكر لك ولقومك وسوف تسألون" فستسألون أمام الله عما فعلتم للرعية وهذا دور المسؤول،
ونأمل من قادتنا العرب أن يكون مؤتمرهم مؤتمر أمل حقيقي وأن يعودوا الى قضيتهم المركزية قضية فلسطين ووضع القدس أولى القبيلتين وثالث الحرمين، وأن ينظروا الى آلام الشعب العربي فى سوريا والعراق وليبيا واليمن وأن لا يقبلوا للآخرين أن يكونوا أكثر تدخلا فلتصلح ذات البين بيننا فالمطلوب من قادتنا العرب مواجهة كل التحديات بإبراز حلول تتميز بالشجاعة والصرامة والإخلاص و لنعلم أن كل مواطن عربي يصرخ فى قرارة نفسه "واعروبتاه""واإسلاماه"،
وفق الله القادة وألهمهم الخير لوطنهم الكبير،
الرشيد ولد صالح