1)
هي أول قمة عربية تعقد تحت خيمة، فمنذ تأسيس جامعة الدول العربية في أربعينيات القرن المنصرم، تعود العرب أن يعقدوا قممهم داخل قاعات كبيرة من "البيتون" المسلح، وهذه هي المرة الأولى التي يجدون فيها أنفسهم تحت خيمة، رغم أن بيوت الشعر كما أبيات الشعر ارتبطت كثيرا بأيام العرب.
الخيمة الوحيدة التي يأتي تاريخ الجامعة العربية على ذكرها، هي خيمة الزعيم الليبي السابق معمر القذافي، التي لم تكن تفارقه في حله وترحاله والتي طالما طبعت قصصها هي وصاحبها يوميات العرب وقممهم.
(2)
هي أول قمة تعقد في يوم واحد، ففي العادة تجري أعمال القمم على مدى يومين وهو ما كان مقررا في نواكشوط يومي 25 و26 يوليو، لكن لسبب أو لآخر تم اختزال قمة نواكشوط إلى يوم واحد، فبدت كواحد من تلك الأخبار العاجلة، التي يغص بها شريط فضائياتنا العربية كل صباح ومساء.
فهل سينسحب هذا التقليد على القمم المستقبلية وتدخل معه قمة نواكشوط التاريخ؟ أم أنه مجرد استثناء فرضته إكراهات الجغرافيا؟
(3)
خرقت القمة تقليدا آخر كانت تشرئب له الأعناق وهو "الجلسة المغلقة"، فالعادة تقضي بأن تكون هناك جلسة علنية صباح القمة تخصص لكلمات رؤساء الوفود، على أن يعقد القادة جلسة مسائية مغلقة لمناقشة مشروع الإعلان الذي سيصدر عن الاجتماع.
في قمة نواكشوط، غابت الجلسة المغلقة وظلت الأمور مفتوحة على مصراعيها، حتى صدر الإعلان واختتمت الأعمال.
(4)
هي أول قمة يبيت فيها وفد واحد على الأقل في بلد مجاور لبلد انعقاد القمة، فقد جرى التقليد أن تصل الوفود عشية القمة أو صباحها، وأما ما قام به الوفد اللبناني وتصريح وزير صحته الذي أثار زوبعة في الشارع الموريتاني، فتلك سابقة في تاريخ قممنا العربية.
في الأخير، لابد من الإشارة إلى أن قمة نواكشوط حافظت على تقليد "متأصل" تقاسمته مع العديد من أخواتها اللائي سبقنها وهو انسحاب أحد القادة خلال الجلسة الافتتاحية.
حدث الأمر عدة مرات في لبنان وقطر ومصر وغيرها، وصاحب الأرقام القياسية في هذا "الطقس" هو الراحل القذافي، وإن كانت بعض الأخبار قد تحدثت عن أن انسحاب أمير دولة قطر كان مبرمجا وهو نبأ ما زال بين الأخذ والرد، في انتظار ما ستجود به قرائح "الشراح" والمنجمين، التي لن تبخل علينا خلال الأيام القليلة القادمة.