ابتعدت حركة الاخوان المسلمين كثيرا فى مراجعاتها الحالية، والتى يمكن استنباط خلاصاتها من احاديث: الشيخ محمد الحسن ولد الددو، والشيخ يوسف القرضاوي، وتدوينات محمد المختار الشنقيطي، واحمد منصور وفيصل القاسم، والتغييرات الجذرية التى طرات على قناة الجزيرة، التى هي الواجهة الاعلامية الابرز للحركة فضائيا، وماتمور به مدوناتها التى ليست إلا منتدى لمنتسبى فكر الإخوان المسلمين؛ اذ لا تكاد تجد فيها صوتا غير صادر عنه،م فقررت أن الربيع العربي انحرف عن مساره، وأن الحركة اخفقت فى التحكم فيه وتطويعهأ ثم رأت أن مصالحة الانظمة باتت أولى من الصدام معها، مايعنى بوضوح أن المرحلة القادمة ستشهد صفاء فى العلاقة بين الحركة وحكام الوطن العربي تحت يافطة فرملة التشيع والانتصار للمملكة السعودية، فى وجه ايران والحوثيين وامريكا.
العارفون بتاريخ الحركة يقراون هذه المراجعات على أنها عودة لعلاقات كانت مجمدة إلى حدما، مع السعودية وبعض دول الخليج العربي، باستثناء قطر التى ظلت الحاضنة الكبرى للحركة، ماديا ومعنويا واستيراتيجيا.
إن انشغال تركيا بالمشاركة فى غزو سوريا، والتطبيع مع اسرائيل ومحاولة السطو على نفط عراقي ليست له دولة تحميه، أبان للاخوان المسلمين أنه لا يمكن التعويل على تركيا فى هذه المرحلة الصعبة من تاريخ الحركة، فلتركيا مايشغلها عن مواصلة رعاية الاخوان المسلمين، واستضافتهم على أراضيها ودعمهم ماديا ومعنويا.
هل هذه المراجعات نتيجة منطقية لضعف خطط الجماعة وارتمائها فى احضان قوى دولية واقليمية بدات تلفظها لاسباب وجيهة هنا وغير وجيهة هناك.
يبدو أن الربيع الدموي كان قاصمة ظهر لحركة الاخوان المسلمين، فلا الشعوب قبلت أن يركبوها، ولاهم قبلوا للشعوب أن تركبهم، ولذلك خلت الاجواء للغزاة الاجانب الذين وجدوا ظهور الاخوان أكثر انحناء فى: ليبيا وتونس ومصر وسوريا والعراق، من ظهور الشعوب فقفزوا فوقها لنهب ثروات العرب واستباحة اوطانهم.
فى الخلاصة قبل الاخوان أخيرا بالبطاقة الحمراء، وتدل مراجعاتهم الجريئة والصريحة اليوم على أنهم ذاهبون إلى غرف تبديل الملابس بعيدا عن صخب النجيلة الحمراء، وفى انتظار تحديد وجهة جديدة لن تكون الا التحالف يدا بيد مع الانطمة العربية الحالية مهما كانت ديكتاتوريتها وصلفها فالتحالف مع الاخوان يجب ماقبله.