تناول ركن "منتدى الشعب" في عدد صحيفة الشعب الحكومية بنواكشوط الصادر صباح اليوم الجمعة 07 أكتوبر 2016م، موضوع زكاة الأموال المختلسة الذي وصفه كاتب المقال بأنه "موضوع حرج، تتنازعه أصول عدة ولا يمكن للسائر في دروبه إلا أن يكون معه خريتون ثلاثة".
ويعرف كاتب المقال محمد فال ولد عبد اللطيف وهو أديب وإداري سابق، الأموال المختلسة بأنها "أموال الدولة التي خرجت بغير حق عن طريق الاحتيال أو السرقة، وهي مصدر سرق أي أخذ ما ليس له بنوع من الاحتيال، وبذلك تقارب الغصب الذي هو أخذ مال الغير قهرا تعديا بلا حرابة".
وقدم ولد عبد اللطيف في مقاله ما وصفها باختلافات فقهاء العصر في حكم تزكية الأموال المختلسة، حيث اعتبرها بعضهم من الأموال المغصوبة التي لا تزكى استنادا إلى أن شرط الزكاة اكتمال الملك وهو ما لا ينطبق على المختلس، كما استندوا أيضا إلى الحديث: "إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا".
فيما اعتبرها آخرون أموالا تزكى، استنادا إلى أن زكاتها تعني إرجاع جزء منها إلى مستحقيه، كما استندوا إلى التشكيك في كونها مختلسة باعتبار ما قام به مختلسوها من "ندل الأموال" وبالتالي فلا يجوز منع الفقراء منها بناء على مجرد وهم.
وذكر ولد عبد اللطيف مستندا ثالثا للقائلين بجواز تزكية الأموال المختلسة يتعلق بكون الزكاة متعلقة بالثروة لا بالمالك فهي من خطاب الوضع وليست من خطاب التكليف، ولذا وجبت في قول جمهور العلماء على الصبي والمجنون وغيرهما.
وأشار ولد عبد اللطيف إلى أن المغصوب منه في نازلة الأموال المختلسة هو الدولة التي باستطاعتها استرجاع ما غصب منها بالقوة وبالقانون، معتبرا أن ذلك يجعل هذه الأموال تختلف عن الأموال المغصوبة التي لا تزكى.
كما أشار إلى أن بعض الفقهاء يعتبر أن القواعد تقتضي عدم وجوب زكاة الأموال المختلسة ولكن الاستحسان أن تجب فيها الزكاة، موضحا: "ومعلوم أن مجال الاستحسان وأسبابه عند من يقول به أن يؤدي الإغراق في القياس إلى ما يخالف مقاصد الشرع، ونازلتنا تدخل في هذه الخانة بجلاء"، معززا هذا الرأي بقاعدة ارتكاب اخف الضررين: أحدهما منع الفقراء من جزء من مال هو لهم، والثاني الزكاة من مال غير طيب.
ويضف ولد عبد اللطيف في مقاله، أنه لا يريد من خلال المقال تقديم فتيا للقارئ، وإنما "خواطر جم بها الذهن، وقد تجد فيها شيئا مما يلبي تطلعك إلى معرفة ما هنالك".
ونشرت وسائل إعلام مستقلة قبل أيام، معلومات تتعلق بإخراج الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز زكاة أمواله لصالح عدد من الفقراء والمحتاجين، فيما شكك مدونون معارضون في صحة زكاة أموال الرئيس الذي يتهمونه بأنه حصّل ثروات شخصية هائلة خلال السنوات القليلة الماضية بطرق غير شرعية ما يجعلها "أموالا مختلسة".
وكالة الاخبار