أثار حصول فيلم تمبكتو على سبع جوائز من جوائز سيزار الفرنسية نشوة مخرجه عبد الرحمن سيساغو الذي هو صديق الطغاة والمستشار الثقافي للرئيس الموريتاني.
ودون الخوض في نوعية الفيلم الممل والمليء بالصور المجتزأة والمنتزعة من سياقها عن المأساة المالية، فإن مؤلفه المخرج المغمور قد تميز خلال السنوات الأخيرة بعمله مسشتارا للرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز الذي تميز حكمه بالدكتاتورية ونهب ثروات البلد، وإفقار المواطنين.
المخرج الإفريقي الكبير سيساغو كان قد أخراج إحدى حلقات مسخرة كبرى تسمى لقاء الشعب ينظمه الرئيس الموريتاني كل سنة يتحدث فيها إلى أشخاص مختارين من مناطق البلاد. كان عرضا كبيرا يتسم بالارتجال وفقر الخطاب من خلال ست ساعات من الحديث التلفزيوني على غرار ما كان يجرى في موسكو وبراغ خلال سنوات الدكتاتورية.
سيساغو الذي كان يستقبل بعض الصحفيين الغربيين القلائل في نواكشوط ليدافع بقوة عن نظام ولد عبد العزيز وخصوصا دوره في محاربة الإرهاب. هذا على الرغم من كون ولد عبد العزيز لم يرسل جنديا واحدا نحو مالي لمحاربة الجهاديين مع فرنسا، بل جرى الحديث عن تغاض منه عن السلفيين الذين احتلوا مساجد نواكشوط.
لكن الغريب هو التحول الذي طرأ على المخرج سيساغو الذي أخرج قبل فترة فيلما جيدا هو فيلم 'باماكو' الذي يدين الفساد في الدكتاتوريات الإفريقية. لكن ما يفسر هذا التحول هو كونه أصبح مستشارا ثقافيا لرئيس بلا ثقافة. أصدقاء سيساغو لم يلتحقوا به في الرئاسة إلا من أجل استغلال وسائل الجيش الموريتاني في تصوير الفيلم على الحدود المالية الموريتانية واستفادوا من معاملة تفضيلية طوال فترة وجودهم. بل إن جنود الجيش الموريتاني أنفسهم مثلوا دور الشرطة الإسلامية في تمبكتو.
الرئيس ولد عبد العزيز الذي وصل إلى السلطة بانقلاب بيّضتْه فرنسا، يريد من سيساكو أن يلمع صورة نظامه. فقد ظهر إلى جانب الرئيس في الخريف الماضي في واشنطن إلى جانب الرئيس في قمة إفريقيا أمريكا.
ترجمة الصحراء