استذكروا أيام حكمه وشهدوا له بالعفة وتأسفوا على شيبه
انشغل الموريتانيون منذ أمس في مواقع التواصل الاجتماعي بمتابعة صور بثها التلفزيون القطري قبل يومين لرئيسهم الأسبق معاوية ولد الطايع بينما كان يقدم بهدوئه المشهور، لأمير قطر تميم بن حمد بن خليفة التعازي في وفاة جده المرحوم الشيخ خليفة بن حمد حيث نشرت غالبية المواقع الإخبارية والصحف أمس مجموعة صور ولد الطايع.
كما شارك المدونون على صفحاتهم هذه الصور باعتبارها أول صور تنشر للرئيس الأسبق منذ أن قلب العسكر نظامه يوم الثالث من آب/أغسطس 2005 وقرر هو بنفسه العيش في منفاه القطري معتزلاً العمل السياسي ومنقطعاً عن التواصل الخارجي. وتوقف المدونون الموريتانيون مطولاً أمام شيب ولد الطايع حيث أنه ظهر في صوره مع الرسميين القطريين، برأس قد اشتعل شيباً. وتؤكد تعليقات المدونين أن الموريتانيين يقدرون رئيسهم الأسبق ولد الطايع وإن كانوا قد عانوا من قساوة حكمه لهم على مدى عقدين من 1984 إلى 2005.
وسجل المدونون المعلقون نظافة يد ولد الطايع وعفته عن المال العام حيث غادر السلطة وهو لا يملك منزلاً خاصاً به، غير أنهم لم ينسوا ما قام به أقرباؤه وأفراد حاشيته من استثراء فاحش من الصفقات العامة ومن خزانة الدولة. واكتفى المدون محمد بابه ولد أحمد بتعليق وعظي قال فيه «سبحان الله»، وعلق ولد أجودنه على شيب الرئيس قائلاً «بنفسي أفتدي هذا الشيب الوقور»، وعلق حميين ولد دهاه قائلاً «ما أعظم هذا الرجل!»، وكتبت أمينة عبد الرحمان العلوي «هذا الرجل العظيم المبارك»، وعكساً لهؤلاء كتب المدون محمد الزين ولد معلوم «بئس الرجل».
وعلق الصحافي عبد الله ألفاغ المختار على صور الرئيس معاوية قائلاً «هذا معاوية الخير». وكتب أحمد الشافعي معلقا على الصور «اشتعل الرأس شيبا..على الحكومة الموريتانية السماح لمعاوية بالعودة الي الوطن»، وكتب حبيب جاكيتي «هذا الرجل العاقل». وحرص مدونون متسيسون على مقارنة عهد ولد الطايع بالعهود التي تلته مؤكدين أن عهد ولد الطايع كان أحسن بكثير رغم ما شابه من ديكتاتورية. وشارك معاوية ولد الطايع عام 1978 في أول انقلاب ينظمه الجيش الموريتاني ضد الرئيس مختار ولد داداه، وظل عضواً في المجالس العسكرية التي توالت على الحكم بعد ذلك إلى أن قاد هو بنفسه عام 1984 انقلابه الخاص ضد الرئيس العقيد خونه ولد هيداله، وظل ولد الطايع ممسكاً بالسلطة إلى أن انتهز الجيش في آب/أغسطس 2005، سفره للرياض معزياً في وفاة الملك فهد بن عبد العزيز فقلبوا نظامه، حيث فضل منذ ذلك التاريخ العيش في العاصمة القطرية. وتضاربت الأقوال حول بقاء ولد الطايع في المنفى بين من يقول أن الحكومة الموريتانية هي الرافضة لعودته، ومن يؤكد أنه هو نفسه من فضل العيش بعيداً عن بلد قد يتعرض فيه لمضايقات أو تفتح له فيه ملفات سياسية أو تقدم ضده فيه شكاوى قانونية محرجة.
عبد الله مولود «القدس العربي»