لم يكن للفنان المغربي سعد لمجرد من اسمه نصيب فجرّده الحظ من بريق الشهرة والنجومية ولم يمض على انطلاقته الصاروخية أكثر من سنتين مع شيوع أغنيته “معلم” التي حققت أكثر 387 مليون مشاهدة خلال أيام من نشرها على (يوتيوب) ولأن شهرة بعض الفنانين العرب شبيهة بعمر زهور الصالونات.
لم تلبث أن ذوت شهرة الفنان المغربي الشاب ليتحول إلى سجين خلف القضبان بعد أن ألقي القبض عليه في فرنسا الأربعاء الماضي أثناء تواجده لإحياء حفلة بقصر المؤتمرات بباريس جرّاء لحظة طيش بعد أن اتهمته فتاة فرنسية باغتصابها في أحد فنادق العاصمة الفرنسية، ويواجه حيال هذه التهمة عقوبة قد تصل إلى 30 عاماً .
وذكرت صحيفة لوموند الفرنسية، الجمعة، أن المدعي العام الفرنسي قرر وضع المغني المغربي تحت الحراسة النظرية، ما يضعه في ورطة كبيرة. ونشرت الصحيفة الفرنسية نتائج الفحوصات الطبية، التي أجرتها الفتاة التي كانت برفقة سعد المجرد وتتهمه بـ”اغتصابها وتعنيفها”.
وأكدت لوموند أن هذه “الفحوصات أظهرت أنها تعاني من رضوض في جسمها”، ما يؤكد بحسب الصحيفة، “تعرضها للعنف من قبل المغني المغربي”. وذكر المصدر ذاته، أن المجرد كان تحت تأثير الكحول كما تم العثور على كبسولة مخدر الكوكايين، ليلة الواقعة بفندق “ماريوت” وسط العاصمة الفرنسية باريس.
وبدوره قال الدكتور أيمن سلامة، أستاذ القانون الدولي الزائر بمعهد حقوق الإنسان في ستراسبورغ بفرنسا لموقع “العربية نت” أن “الاتهامات الموجهة لسعد لمجرد هي الاغتصاب والاعتداء الجسدي، وهذه عقوبتها في قانون العقوبات الفرنسي السجن 15 عاما، وقد تصل إلى السجن 20 عاما، إن أثبتت الفحوص الطبية التي تجري على الضحية الفرنسية إصابتها بخدوش أو جروح أو تشوهات أو إعاقة دائمة وفقاً لنص المادة 222 من قانون العقوبات”.
وليست هي المرة الأولى التي يتم اتهام المجرد فيها بالتحرش والاغتصاب إذ سبق لفتاة أمريكية أن اتهمته بمحاولة الاغتصاب مع الاحتجاز والعنف، وذلك قبل شهرته، حيث كشفت صحيفة New York Daily Newsالأمريكية عن القضية التي ذكرت أنها وقعت في 2010، خلال زيارة سياحية للمجرد لنيويورك، حيث نقلت عن الفتاة صاحبة دعوى الاتهام إن الفنان الشاب ألتقى بها في 7 فبراير 2010 ببروكلين، حيث رافقها إلى الشقة، واعتدى عليها بالضرب بعد مقاومتها لتحرشاته الجنسية، لكنها نجحت من الهروب خارج الشقة، إلا أنها وبعد شهرته، تعرفت عليه، وقررت رفع دعوى قضائية أمام المحكمة العليا ببروكلين ضد المجرد باعتباره هارباً من العدالة، وطالبته بتعويضاتٍ مالية.
وبالرغم من تأكيد خبر القبض عليه في باريس، لا يزال محبو الفنان سعد المجرد يؤكدون براءته عبر مواقع التواصل الإجتماعي، ولكن تبقى أصواتهم خافتة جداً وغير مسموعة وسط فيض المعلومات التي تتناقل خبر اعتقاله بتهمة تلاحقه للمرة الثانية وهي الاعتداء الجنسي.وبحسب مجلة سيدتي، أكّدت والدة المجرد نزهة الركراكي أنّ ما حصل مع ابنها مجرد شائعة، رغم انتشار صورة له خلال اعتقاله، لا يجيب كل المحيطين به على هواتفهم، ووفق معلومات خاصة بالمجلة نفسها، فقد غادر المنتج وائل حلواني ومدير أعمال المجرد كريم ابي ياغي إلى فرنسا للوقوف الى جانبه ومتابعة حيثيات القضية.
يُذكر أن سعد لمجرد ولد في 7 نيسان/أبريل 1985 وترعرع وسط عائلة فنية فهو ابن الفنان المغربي البشير عبدو و الممثلة المغربية نزهة الركراكي.انتقل سعد إلى الولايات المتحدة الأمريكية ليتابع دراسته، وعاش لمدة 10 سنوات في مدينة نيويورك. الا ان عشقه للفن والغناء دفعه للمشاركة في برنامج سوبر ستار في موسمه الرابع سنة 2007 فحل في المركز الثاني بعد صاحب اللقب مروان علي وحلت التونسية يسرى محنوش ثالثة. خلال هذه المسابقة لقبه الاستاذ الياس الرحباني بـ ” خوليو العرب” .
وفي عام 2012 أطلق سعد لمجرد أغنية سالينا التي منحته انتشارا في بعض دول الخليج العربي. ثم اخرج ألبوم (ولا عليك) سنة 2013 الذي حقق نجاحا كبيراً في المغرب خاصة اغنية مال حبيبي مالو التي ستنزل فيما بعد على شكل فيديو كليب. استطاع الفنان المغربي الشاب أن يحقق شهرة واسعة في العالم العربي وخاصة الخليج العربي بعد إطلاقه لأغنية “أنتي” التي حققت 54 مليون مشاهدة على موقع “يوتيوب” وأيضاً أغنية “مال حبيبي مالو” التي حققت أكثر من 160 مليون مشاهدة على يوتيوب وهذا النجاح جعله من بين المرشحين للفوز بالجائزة العالمية MTV EMA، وأطلق أغنية في تاريخ 2/5/2015 لمعلم التي أحدث إنقلاباً جماهيرياً وسيطرت على الأسواق محققة نسبة مشاهدة فاقت 387 مليون على موقع يوتيوب. وهو مالم يحققه فنان عربي من قبل.