لاجديد في الزيارات الرئاسية، لا أخبار مغايرة، ولا ابداعات حتى في التطبيل والتصفيق، ففي النهاية يصفق كل واحد منهم بيد واخرى فقط ، ولايمكنه ان يستعين بثالثة وان كان يتمنى ان يملكها لخلق الفرق وتجاوز المنافسين.
حين كان ولد الطايع يقوم بالزيارات الصيفية لعلاج الروماتيزم، كنت اقول إن عالي بابا سيكون ضيفا مبجلا لكونه يزور الأربعين “حرامي”من الذين نهبوا معه وبه وبتغاضيه خيرات ومقدرات البلد، وكان من الطبيعي ان يمجدوه حدالعبادة لأنهم منه وله، لكن مايثير عجبي واستغرابي هو ترحيبهم الآن وتمجيدهم لعزيز و هو الذي اخذ الرضاعات من افواه مواليدهم وجشأهم الأقوات المسروقة ولم يترك لأي واحد منهم الفرصة لبناء امبراطورية الريف التي تشيد عادة بالمال العام، العملة النادرة هذه الأيام..
ولد عبد العزيز جفف المنابع وترك حنفية واحدة هو وحده من ينهل منها وان بأسماء مختلفة كل واحد منا يعرفها.
بالأمل وحده نظمت هذه الزيارات، وتابعها العالم واهتم بها. بأمل الحصول على المال العام اقيمت الولائم والاحتفالات وبآخر دريهمات من المال العام توجد بحوزة زعماء القبائل ورجال الأعمال.
حتى موريكوم يتم الدفع لها بالتوشيح بدرجة فارس من نظام الاستحقاق الوطني.
هؤلاء رغم مؤشرات الشح والضنك يظلون حالمين بالعودة والنصر والتمكين من العدو المحلي، لهذا قرروا دخول الكازينو الكبير، لكنهم للأسف اختاروا الروليت وجازفوا بأغلى مالديهم، حشدوا الجماهير ببقية المال المسروق، واقاموا الحفلات بالمال نفسه واظهروا الرئيس على انه حبيب الشعب بالمال نفسه لولا اختراق و تسرب منت اكليب التي اختصرت الحالة التي تعيشها البلاد في اسكتش رائع وعفوي
لعب فيه الرئيس دوره في الواقع فظهر بهيئة نحاول دائما ان نتستر عليها وبكل الطرق: الرئيس لاعلم له بمايحصل، لو علم بكذا لقام بكذا٫انهم يحجبون عنه واقع السكان والادارة والمسؤولين. وكأن الرئيس عاش في الهوندوراس و لايعرف شيئا عن موريتانيا.
في الاسكتش القصير تأكد -لمن كان يساوره الشك -ان الرئيس يغضب حين يخبره احدهم بالحقيقة وبالتالي فليس له ان يسمع هذه الحقيقة لأن لا أحد يريد ازعاجه ولا احد يسعى لاقدر الله لاغضابه اما السبب فهو انه اي الرئيس جزء من هذا الواقع وسياسته هي من كرس هذا الواقع وارادته هي التي ستؤجج يوما من الأيام تلك النار النائمة في كل ريف وكل بلدة وكل مكتب.
انه هو ، ولا أحد غيره ومن تتبع تفاعله وما يرتسم على وجهه خلال كلام السيدة سيدرك انه الداء الذي يستحيل ان يتحول الى دواء، كانت المرأة صادقة حين اعتقدت انها وجدت الفرصة للكشف عن حقيقة لايعلمها رئيسها، اما الجمهور او “لخليق” فكان يضحك في لاشعوره لأنه رأى حالات مشابهة انتهى الحال بأهلها الى الخروج من الادارة والعقدوية والتوظيف..
المصفقون يعلمون من العزيز ما لاتعلم المسكينة الشريفة، لهذا اختاروه ولهذا اختار هو ان يكونوا هم الى جانبه. لايتكلمون بما يزعج وان تكلم احدهم فهاتف شارع يتكلم بقدرما تضع فيه من نقود، وبعد آخر قطعة معدنية يتوقف عن الكلام، طبعا بعد ان يقبل بشفتين غاضبتين الأنامل التي كانت تزود الماكينة بالقطع المعدنية. وفي حال نفدت النقود او توقف رذاذها سوف لن يستسلموا ،سيسيرون الى جانب الرئيس وموكبه بوقود الأمل والرجاء وهو الوقود الذي لاينفد لأنه لن يكون ابدا
اكثر ما لفت انتباهي بعد الزيارة الأخيرة وحتى التي قبلها هو متابعة جماهير المصفقين للأرقام التي حطموها وحرصهم على ان تظل خالدة بأسمائهم وقد بلغ هذا الخوف والقلق غايته حين شرعوا في التكهن كتابة بالطريقة التي ستحطم بها كل محطة الرقم التطبيلي للتي قبلها. وطبعا جميع الأفكار التي كتبت بعد زيارة آدرار تقول لاترارزة لاتقولوا كذا لأنه منشور في الفيس والمواقع، ابحثوا عن طريقة تحطمون بها الرقمين المسجلين باسم آدرار(التحدث باسم الجبال والشجر) وباسم تكانت ( لاتتركنا لن نقبل ذلك الأمر ليس بيدك نحن من سيخرق الدستور) و مالا يعلمه الحريصون على بقاء اسمائهم في القوائم كأفضل مصفقين هو ان الترارزة تبتكر وهي ام الابتكارات التطبيلية والتي بسببها جن ولد الطايع ودخل عالم العظمة القاتل.
صدقوني انهم ملة واحدة في آدرار وتكانت واترارزة وغيرها من ولايات هذا البلد، و الغريب ان لا احد منهم يصلح في ولايته لغير الظهور في الزورات الكرنفالية لغاصبي السلطة بقوة السلاح ونار الجشع الذاتي.
.انتاجهم هو المحاولات الدائمة للوصول الى سويداء قلب الحاكم ولايملون من اعادة الكرة كل مرة.
موريتانيا ستظل بائسة وسيظل شعبها المطحون يبحث عن لقمة العيش لدى حاكم كان يمكن ان يظل وراء الخط الأحمر لولا الصدفة، اكرر ان الصدفة كلمة عامية نغطي بها جهلنا للأسباب التي تخفي في طياتها الهوان والاستسلام الملازمين لسكان هذا البلد.