الحقيقة أن ولد عبد العزيز متخصص في العزف على وتر العاطفة الشعبية، فحين أطل بعد انقلابه على الرئيس سيدي، اتخذ من الرئيس المؤسس المختار ولد داداه أيقونة لاستدرار عواطف الناس وقام بطباعة صورته مع صوره، وتم عرضها على اكبر اللوحات الاشهارية في العاصمة .. وانبرت وسائل الاعلام الرسمية تختزل تاريخ موريتانيا في الفترة من 1960 الى فترة انتخاب عزيز الأولى .... وكأن بقية الرؤساء كانوا يحكمون جمهوريات من ألف ليلة وليلة..
انتهى الغرض من المختار ومن شعبيته، وبدأ التوجه العام نحو تشويهه وتشويه مرحلته، ومحاولة محوه من الذاكرة الجمعية والفردية .. والتسويق لولد عبد العزيز باعتباره أعظم من حكم هذه البلاد ..
اليوم هاهو ولد عبد العزيز يدغدغ مشاعر الموريتانيين بالحديث عن المقاومة والشهداء، معتبرا ان الوفاء لهؤلاء يكفي منه اضافة شريطين للعلم وتغيير بعض كلمات النشيد .. وينتهي الأمر، حيث تنطلي الخدعة على الموريتانيين.
وهاهي الخدعة انطلت وظهر ولد عبد العزيز من جديد بطلا وملهما وقائدا يجب التمسك به وعدم السماح له بمغادرة السلطة حتى وان اراد هو ذلك صوريا.....
وعند اول امتحان هاهو يؤكد ان الامر ليس اكثر من صفحة جديدة كصفحة المختار التي سبقتها .. والا لماذا يفوت على نفسه فرصة اول كلية عسكرية، وكان بالامكان تسميتها باسم احد المقاومين او احد شهداء الجيش الوطني او مؤسسيه؟..
الرئيس عزيز لا يكره المختار ولا يحبه .. ولا يهتم بالشهداء ولا تعنيه مسألة كتابة التاريخ، فهي اضافة الى أكاديميتها لا تشكل بالنسبة له فارقا ..
الرئيس عزيز يعرف كيف يخوض حملاته الانتخابية، وكيف يحمل البسطاء على خوضها نيابة عنه .. ويكتفي هو بالحصاد ..
لا استبعد أن يعيد الرجل العلم والنشيد كما كانا عندماينتهي الغرض الانتخابي من مسألة المقاومة والتاريخ ...