أعلن الرئيس الغامبي, يحيى جامع, الذي تنتهي ولايته، والذي خسر انتخابات بداية الشهر الجاري، في رسالة موجهة إلى الأمة، أنه يخطط للانتقال والعودة إلى قرية مولده “كانيلاي” للعيش في مزرعته.
و كان جامع البالغ 51 عاما, يتحدث لأول مرة بعد إعلان هزيمته أمام تحالف المعارضة بقيادة آداما بارو الذي أعلنت اللجنة المستقلة للانتخابات فوزه.
وقد أعلن يحيى جامع عن خطته, مشيرا إلى أنه كابن لمزارع، سيعود إلى تلك المزرعة و إلى ماضيه.
وكانت “كانيلاي” الواقعة في جنوب غامبيا، على حدود كازامانس السنغالية، منذ أن وصل “جامع” إلى الحكم، أصبحت منافسة للعاصمة بانجول كمركز أنشطة إدارية مرتبطة بحكومته.
وخلال حكمه، ظل يحيى جامع يقضي عطله فيها، حيث يسيّر مزرعته بمساعدة غير رسمية من قبل أعضاء من الجيش و من حكومته.
وكانت البلاد في انتظار أن يفي بوعده وذلك باحترام إرادة الشعب الغامبي وترك السلطة، بعد هزيمته أمام آدما بارو.
وقد سبق أن هنّأ “يحيى جامع” السيد بارو على فوزه. و قال إنه وجه “نصائح ثمينة” للرئيس المنتخب حول طريقة إدارة الدولة، متمنيا له “أفضل الحظوظ في التحدي الجديد كقائد لكل الغامبيين، بغض النظر عن توجهاتهم السياسية ورؤيتهم للعالم و انتماءاتهم الإثنية”.
و قال جامع، حتى لو فاز عليّ منافسي بنسبة 1% ، كنت سأحترم إرادة الشعب، مشيرا إلى أهمية انتقال السلطة إلى خلفه من دون صدامات.
ووعد بتسليم الحكم لخلفه في شهر يناير والعمل مع حكومة التحالف الجديدة لتأمين انتقال السلطة بهدوء, داعيا أنصاره إلى احترام إرادة الشعب و الحفاظ على السلم في البلاد.
مواصلة الاحتفالات:
في الوقت الذي كان يوجه “يحيى جامع” كلمته إلى الشعب، كان مناصرو المعارضة يعبرون عن فرحتهم في الشوارع و يمزقون صور “يحيى جامع” وإعلانات حملته النتخابية الضخمة.
احتفالات بالألوان الوطنية، على خلفية منبهات السيارات والدراجات النارية المتواصلة في بانجول وغيرها من المدن القريبة من العاصمة، كما أن أفراد المعارضة ومناصريها في تحالف الأحزاب المعارضة الثمانية التي أحرزت الانتصار، يكررون “انتهينا، أخيرا انتهينا من الدكتاتورية”.
وآخرون منهم مسنون، نساء ورجال، كانوا يبدون ابتسامات عريضة على أرصفة العاصمة ويردّدون لحن أغنية “كفى من العبودية و الاضطهاد”.
والجدير بالذكر أن “يحيى جامع” حصل على 40.4% من الأصوات ليحرز المرتبة الثانية بعد “آدما بارو” الفائز في الانتخابات بنسبة 43.9% من الأصوات.