يدور الحديث بشكل واسع في موريتانيا عن جني شخصيات محلية لأموال طائلة كانت على شكل ودائع مالية في نواكشوط للزعيم الليبي الراحل معمر القذافي.
وحسب الموريتاني "محمد ولد ابراهيم" فان مجموعة من اللجان الثورية أقنعت القذافي قبل وفاته بأن الصحراء الموريتانية هي الملاذ الآمن لأمواله وذالك في ظل تشبث النظام السياسي في نواكشوط بالرجل ونظامه في أكثر لحظاته حرجا خلال التمرد الذي أطاح به بالتواطؤ مع حلف النيتو . الطريق نحو نواكشوط ذات المصدر أكد أن رجال القذافي استساغوا هذه المقترحات وجهزوا العدة لاتخاذ هذا الطريق السالك والأكثر أمنا بحسب من أقنعوهم، وبدأ ترتيب الأمور بحسب مصدرنا المطلع بتهريب ما أمكن من أموال ووفرت الجهات النافذة الموريتانية أطقما متخصصة في التهريب وصل بعضها الى ليبيا عبر طريق أمن وبحماية من رجال ألقذافي في أوج الأزمة قبل سقوط طرابلس صحبة عشرات المشعوذين.
نفس المصادر أكدت أن مدير الاستخبارات الليبية عبد الله السنوسي هو منسق العملية واختار الأشخاص الموريتانيين والطوارق من النيجر وماليين وسينغاليين بدقة ووزع الأدوار بحكمة بينهم، وكانت موريتانيا هي محور الخطة والملاذ الأمن للمال والرجال بحسب تحاليل المخابرات الليبية وفق نفس المصادر، وظلت الأمور تسير في الاتجاه المطلوب بخصوص الأموال الى ان شعر رجل القذافي الأول بالخطر بعد سقوط العاصمة الليبية حيث بدأ الجزء الثاني من الخطة الذي رفضه الزعيم القذافي الذي اختار ان يصمد في وجه طائرات ،وفضل السنوسي ان يتابع خطة تهريب الأسر والأموال قبل فوات الأوان حسب مصادرنا ،وتولت جماعة من طوارق النيجر تهريبه عبر طريق امن الى الصحاري النيجرية صحبة بعض أفراد اسرته ومن ثم تولى شباب موريتانيون يحظون بحماية نافذين موريتانيين رسم خريطة نهائية لمسار السنوسي نحو موريتانيا حيث تولت المجموعة إعداد أوراق مالية مسجلة عند الحالة المدنية في مالي للسنوسي ومن يرافقه بعد دفع مصاريف كبيرة للماليين وجهزته للسفر الى المملكة المغربية حيث سيستقبل هناك من طرف مجموعة على تنسيق جيد مع المجموعة الموريتانية من بينها موريتانيون ستؤمنه في الصحاري والبوادي الموريتانية وسيمكنونه من استثمار أمواله بطريقة أمنة عبر وسطاء من نفس المجموعة التي أعدت الخطة. ثقة في غير محلها كان السنوسي يزداد ثقة يوما بعد يوم بالمجموعة التي تقول مصادرنا انها كانت على تنسيق تام بمخابرات اقليمية ، ورغم ان المجموعة المكلفة بتهيئة ظروف الإقامة وتوفير جميع الوسائل اللوجستية والأمنية لذالك في موريتانيا ومن بينها سماسرة وأقرباء لوزراء سابقين ورؤساء موريتانيين سابقين تحركت بهذا الاتجاه، الا ان المفاجأة جاءت بعد إعلان السلطات الأمنية الموريتانية عن اعتقال السنوسي ونجله بمطار انواكشوط الدولي الذي وصله عبر الخطوط المغربية وتوجيه تهمة اليه بعد ذالك بدخول الأراضي الموريتانية بأوراق مالية تحمل أسماء مستعارة على اثر هذه الحجج المعلن عنها تم سجن السنوسي وترحيله الي ليبيا. تقاسم الكعكعة بعد اشهر من تلك الواقعة تم تأسيس بنوك جديدة في موريتانيا رخص لها على عجل وبرأس مال كبير وبمساهمين موريتانيين تم تداول أسمائهم من بين المجموعة التي استدرجت مدير المخابرات الليبية السنوسي، وتناولت "صحيفة الخبر الاستقصائية" وقتها هذا الموضوع .
حدثت حركة سيولة غير مسبوقة في أسواق العقارات الموريتانية التي كانت تشهد ركودا غير مسبوق، حيث قام بعض رجال الأعمال الشباب الذين لهم علاقة مباشرة بتهريب السنوسي بشراء عشرات العمارات في العاصمة الموريتانية وبناء فيلاهات ضخمة في بعض أحياء العاصمة ،وبالإضافة الى شراء عمارات في العاصمة السينغالية داكار وشراء عدة فيلاهات في العاصمة المغربية الرباط وفي الدار البيضاء ،كما تحدثت مصادرنا المطلعة جدا عن عطايا وهدايا سخية من بعض رجال الأعمال الشباب المرتبطين بقضية تهريب السنوسي الى البعض ارخصها كان عشرات السيارات العابرة للصحراء منحها بعض هؤلاء لأصدقائهم وتتحدث مصادرنا المطلعة عن حصول احد هؤلاء السماسرة وهو معروف بعمليات مشبوهة وضخمة سابقاعلى ما قيمته 10 مليار أوقية كعمولة، بينما تذهب مصادر حذرة الى ان رجال الأعمال الذين ظهروا بهذا المظهر مجرد واجهة لجهات نافذة كبيرة وأنهم يتولون استثمار هذه الأموال نيابة عن النافذين المالكين لهذه الأموال نظرا لحساسية الموضوع الذي تراقب الشرطة الدولية عن كثب مساره وان ذالك يجري مقابل عمولات كبيرة يتقاضونها وانهم يحظون بحماية امنية وتسهيلات كبيرة من جهات نافذة في البلد هي المستفيد الرئيسي مما يقومون به من استثمارات خاصة في المجال العقاري.
عن بوابة إفريقيا