الى فريد حسن
إليك أيها العربي الأصيل سمتا وقامة وتاريخا..
إليك وقد نسجت عبر الزمن رداءك الجميل من ورود حلب وغوطة دمشق وزيتون الشام وسنديانه ونخيل شنقيط وعذبها وبشامها..
اليك ياكبيرا يكبر كل يوم فى قلوبنا كموريتانيين ويبسط سجاده الاحمر الناعم الطاهر الجميل من حنجرته الندية الخالدة الى قلوبنا وعقولنا وهو الذى احبنا واحببناه صدقا لا نفاقا ولا ارتزاقا ولارياء..
أنت ياسيدى فريد فى ولائك ووفائك وعروبتك، حسن فى صوتك واخلاقك وكرمك..
لاتبتئس إن أهملتك موريتانيا الرسمية فالذين غنيت لهم وتغنيت بهم أيام كانوا بحاجة للحنك وصوتك وحنجرتك خلف من بعدهم خلف أضاع الامانة واستبدل الرجال باشباههم والوفاء بالنفاق والحب بالتنكر والحنجرة الجميلة بالرطانة والكرم بنكران الجميل..
لاتبتئس فالتكريمات التى ينالها اللصوص والمخنثون وارباب القوادة وعشاق البطون أنت أكبر منها واعظم.. انت الذى تزين النياشين فخارا ومحتدا ورجولة عربية لا تنالها عوامل التعرية..
سيدى لك ثلاثة ملايين وسام حب وثلاثة ملايين جواز سفر عذري وثلاثة ملايين مكانة مستحقة فى قلوب كل الموريتانيين..
أنت أكبر من ان تصعد منصة يتحول فيها القواد إلى فنان والمخنث الى سيد من سادات الشعر والمنافق الى وجيه بكلمة مسموعة أنت اكبر منهم ومن منصتهم..
أنت تقمصتنا حبا نراك فى نخيلنا وهضابنا وبطاحنا، يحتفى بك نهر الجنوب ويصطخب بك بحر الغرب وينتشى بك مع شمس بلدنا الدافئة قمرهو الاروع عندما يفتح عينيه الجميلتين على صحراء من التاريخ والحب والتوله والعفاف..
أتذكر ياسيدى يوم أخذت شمس الشام ومروجها وشجرها الغض، وسيفا صقيلا لبنى أمية وضجيجا اليفا لخيولهم الساحرة، وطيورا من بردى ودجلة والفرات، وتذكارا من القدس ويممت وجهك شطر مضارب عقبة وابن تاشفين وابن عامر، مؤمنا أن الارض لاتعود الا الى ارضها ولا تصهل الخيل إلا فى ساحات وغى تعرفها ولاينشد المتنبى شعره إلا فى مجلس يضج به، ولايطلع ابو فراس على قلاع العدو إلا بعد ان يتاكد أنه يحمل الردى بين يديه وبين سيفه والغمد.
دعهم ينسونك فمن هم سوى شرذمة استمرأت مجالس العهر الفكري، تسعى لتغيير كل شيئ ومحوه ويابى الله إلا أن يظل الرجال رجالا والتاريخ تاريخا والخيل خيلا والحنجرة حنجرة.
انت فى قلوبنا وعقولنا انشودة مداها كل ازمنتنا وامكنتنا..
أنت الذى كنت لنا مع الخالدة المرحومة ديمى منت اب شمس الفن الموريتاني وقمره..
غنيتما لموريتانيا للاستقلال للقوات المسلحة للاطفال للمدارس للوحدة، للغة العربية وبصمتما إلى الابد تاريخنا الجميل بعنفوان الكلمة واللحن والحنجرة..
انت ياسيدى رجل موريتاني، وهل يوجد عربي شريف وفي إلا ويستحق ان يكون موريتانيا..
نعم جئت من الشام وتعرف أن الطيور البحرية الجميلة تتجمع على شواطئ الدفئ باريحية وحب تلتقى عاشقة عفوية الاجنحة والتغريد صقيلة المنطلق والوجهة وتغنى معا لتغيب مع غنائها كل المسافات والمساحات لان النقاء هو الاصل والحرية هي المحتد والدفئ هو الموئل مهما كانت المنطلقات والتوجهات فقطع الموج الجميلة تتجمع فى كل مرة لتعود الى بحرها الاصل فوارة بالوفاء الابدي..
سيدى فريد حسن أنت الذى عليك أن تكرمهم وتوشحهم وتعلمهم مع فن الرسالة والحب وفاء الرجال وقيم الرجال وتاريخ الرجال..
وإذا كان لكل شيئ حظ من اسمه فانت الشاهد على ذلك فريد فى وفائك ونبلك وحبك لهذه الارض.. وحسن فى صوتك وحميميتك واخلاقك فابق هنا فى وطنك الذى لايسلمك ولايخذلك، فانت فى القلوب والعقول لحن يسافر عبر الزمن يوزع الحب والتاريخ والشهامة والوفاء العربي الاصيل..