أشرف رئيس الجمهورية محمد ولد عبد العزيز زوال الإثنين في مدينة النعمة على وضع حجر الأساس لمصنع الألبان جنوب المدينة بكلفة إجمالية قدرها 17687176 دولارا أمريكيا تبلغ مساهمة الدولة فيها حوالي 2.5 مليون دولار فيما يتولى بنك الواردات والصادرات الهندي بقية التمويل.
ويمكن للمصنع أن ينتج 30000 لتر يوميا من خط الانتاج طويل الأمد معبأة في علب بسعة 500 ملل و 250 ملل، فيما ينتج خط الحليب المبستر 9000 لتر، وينتج خط اللبن الرائب 10000 لتر يوميا .. وسيوفر المصنع 102 فرصة عمل مباشرة.
التاريخ التعاقدي لتسليم المصنع في أغسطس 2015
وكان رئيس الجمهورية قد تفقد اليوم مستشفى المدينة والثانوية العامة ومدرسة الصحة، ومركز توزيع الأسماك، كما تفقد رفقة وزير الاجهيز والنقل أشغال بناء الطريق الرابط بين النعمة وباسكنو وفصالة..
واجتمع بالأطر مساء اليوم قبل أن يتوجه إلى ولاتة وانبيكت لحواش ومنها إلى فصالة وباسكنو وعدل بكرو وآمرج..
وفي لقاء الأطر عبّر ولد عبد العزيز عن رغبته في الحوار مع المعارضة، وقال: "التنمية والحوار أولوية بالنسبة لي".
وأضاف ولد عبد العزيز: "نحن راغبون في الحوار وسبق أن تقدمنا بعريضة تضم 20 بنداً تمثل أبرز مطالب المعارضة وأكدنا استعدادنا لتلبيتها"، قبل أن يقول إن "الحوار تأخر بسبب انشغال المعارضة بالحوار فيما بينها".
ويُلمح ولد عبد العزيز إلى الخلافات داخل المنتدى الوطني للديمقراطية والوحدة، أكبر تشكيل معارض في البلاد، حول ممهدات الحوار المرتقب مع الحكومة، وهي الممهدات التي أخرت رد المنتدى على وثيقة الحكومة حتى الأيام القليلة الماضية.
وأشار ولد عبد العزيز إلى أن المنتدى "لم يقدّم رده على وثيقة الحكومة إلا بعد انشغالنا في السفر إلى النعمة"، وأضاف: "سوف ندرس عريضة المعارضة لنرد عليها في الوقت المناسب"، وفق تعبيره.
وفي سياق متصل فإن بعض المراقبين لاحظوا احتدام الصراع بين أنصار الوزير الأول الحالي المهندس يحي ولد حدمين، وأنصار الوزير الأمين العام لرئاسة الجمهورية الدكتور مولاي ولد محمد الأغظف.
ويرى أنصار الأخير بأنه الرجل "الخلوق والمتعلم"، الذي بامكانه أن يقود قاطرة موريتانيا في مرحلة ما بعد انتهاء المأمورية الدستورية للرئيس ولد عبد العزيز. ويرابط ولد محمد الأغظف في منزله، حيث التقى بمعظم أنصاره وقدم لهم المساعدة المادية، ودعاهم إلى تنظيم مسيرات حاشدة جابت معظم شوارع النعمة، كما شاركوا في استقبال الرئيس عند مدرج مطار النعمة.
في حين يقول أنصار ولد حدمين إن الرجل استطاع لأول مرة توحيد صفوف أنصار النظام في ولايتي الحوضين على كلامة سواء، من خلال دعوتهم إلى "تغيير العقليات، والنأي عن إثارة الحساسيات، والانهماك في النزاعات الضيقة، والصراعات الداخلية، وإلى نبذ الخلاف نحو المساهمة في بناء الوطن ككل، والنهوض بولاية الحوض الشرقي على وجه الخصوص، وتذليل جميع الصعاب التي تعترض طريق تنميتها، ورقيها". وفق تعبيرهم..
غير أن البعض يؤكد مضي أبرز الفاعلين في الحوض الشرقي في دعم التيار الذي يتزعمه ولد حدمين، حيث يشمل غالبية المنتخبين في الولاية، إلى جانب أبرز الوجهاء والفاعلين فيها..
في سياق منفصل أعربت اتحادية حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية بالحوض الشرقي، إن الزيارة التي يؤديها الرئيس ولد عبد العزيز للولاية حاليا صحبتها عودة "أساليب كان يفترض أن تكون من الماضي من قبيل إذكاء الروح القبلية والتبارى فى وجوه إظهار الولاء على حساب الوطن وكرامة المواطن".
وقالت اتحادية الحزب في بيان لها صدر الاثنين، إن هذه الزيارة شكلت عبئا على ولاية شبه منكوبة أصلا بموجات من الجفاف متلاحقة فى غياب أى تدخل ذى بال من الدولة لإنقاذ ثروتها الحيوانية أو التخفيف من وطأة الجفاف على ساكنتها.
وأضاف البيان:" إن تمهيد الأرضيات وتنقل الرئيس عبر الطائرة فى كل محطات الزيارة لأكبر دليل على مدى عزلة هذه المناطق وانعدام الطرق فيها ، فضلا عن دلالته على الهوة العميقة بين شعب أغبر يفترش الأرض ويلتحف السماء ، وقائد أوحد يتجول كما يتجول رؤساء الدول العظمى".
وخلص البيان للقول:"إن هذا النمط من الزيارات لهو آخر ما تحتاجه الولاية ؛ إنها أحوج إلى إنجاز شبكة طرق لفك العزلة وشبكة مياه لإرواء الغلة ولفتة من الدولة تمنحها أولوية فى تنمية حقيقية لا تزال تفتقدها مع بقية أجزاء وطن يجمعها وإياها التهميش والإهمال مع تفاوت فى الدرجة".
كواليس:
كان لافتا حضور رئيس حزب الوئام بيجل ولد هميد ضمن الوفد المرافق لرئيس الجمهورية..
حضر عمدة النعمة الذي ينتمي لحزب "تواصل" إلى المطار لاستقبال الرئيس في خطوة فاجأت المراقبين.
بزرت القبيلة بقوة خلال الاستعدادات وحتى في يوم الاستقبال.
سجل غياب لافت لأحزاب الأغلبية التي يوجد رئيسها خارج البلاد.
حرص أغلب السياسيين على استعراض "عضلاته" بقيادة مسيرة شعبية تمر أمام الوالي الذي خرج من بيته لاستعراض هذه المسيرات واحدة بعد أخرى.