تبقى ذكريات الطفولة عالقة في ذهن أي انسان بحلوها ومرّها، خاصة أن هذه المرحلة تساهم في تكوين شخصية كل فرد منا، فما بالنا بالنجوم الذين يستمدون من مرحلة طفولتهم حيثيات إبداعهم، وكلما كانت طفولتهم مليئة بالشجن والحرمان، زاد الابداع لديهم! في هذا التحقيق يحدّثنا عدد من النجوم العرب عن طفولتهم وذكرياتهم الحلوة والمرّة.
سعيد الماروق: بيتنا في الطفولة كان صامتاً
كانت طفولة المخرج سعيد الماروق صامتة، إذ كان يعيش مع والدين يعانيان الصم والبكم، فكان الهدوء يخيّم على أجواء المنزل. توفي والده وهو لا يزال في الثانية عشرة من عمره، مما اضطره للعمل لكي يساعد والدته في تربية إخوته الصغار، ورغم ذلك يجد سعيد أن تلك المرحلة القاسية قد صقلت شخصيته وجعلته يتخطى العوائق التي تصادفه في حياته المهنية. كما يذكر الماروق في طفولته والده الذي كان يعمل ماسحاً للأحذية، وكيف كان يضمّه ويشمّ رائحة عرقه المميزة لدى عودته إلى المنزل.
ماجدة الرومي: عشت كالسندريلا في منزل عائلتي
ترى السيدة ماجدة الرومي أنها عاشت طفولة سعيدة بين أحضان والدها الموسيقار الراحل حليم الرومي ووالدتها وأشقائها الاربعة، اذ كانوا يتعاملون معها وكأنها «سندريلا» البيت، وأكثر ما يعلق في ذهنها من ذكريات تلك الأيام، الأجواء الفنية التي كانت تسيطر على زوايا منزلهم، إذ كان يزورهم كبار الفنانين من أمثال الموسيقار الراحل محمد عبدالوهاب وعبدالحليم حافظ وفيروز… وهذه الطفولة جعلت الماجدة تتعلق بالموسيقى وتهوى الغناء، لكن الوالد لم يكن يحبذ أن تدخل ابنته عالم الفن، رغم تأكده من أنها تملك صوتاً جميلاً، مما دفع الماجدة للجوء الى أحد أصدقاء والدها لإقناعه بأن تشارك في برنامج «ستديو الفن»، فشاركت وهي في الخامسة عشرة من عمرها وأدهشت اللجنة بصوتها ونالت الميدالية الذهبية.
رامي عياش: كانت طفولتي «صحية»
يقول النجم رامي عياش انه عاش طفولة «صحية» مع والده ووالدته التي كانت تعمل مديرة مدرسة، ما يعني أن النظام في المنزل كان صارماً رغم الهدوء الذي كان يخيم على أجوائه، وتكاتف أفراد العائلة. ولا شك في أن ذكريات الحرب لا تفارق خيالي، إذ كنا نتنقل بين بيروت والجبل في تلك الأيام العصيبة التي عاشها كل الشعب اللبناني. أما والدي فكان عمله جيداً رغم مآسي الحرب الأهلية.
أحمد فهمي: كنت أحلم بالموسيقى منذ الطفولة
ويؤكد النجم أحمد فهمي أنه كان في طفولته يعيش في كنف عائلة متوسطة الحال. ورغم ذلك كان شغوفاً بالفن والموسيقى مما دفع والديه إلى إدخاله معهد الموسيقى في الطفولة، ليسافر بعدها إلى المانيا وأميركا وإنكلترا… ليستكمل حلمه بالموسيقى. ويقول أحمد: «عندما بدأت التمثيل والغناء، شعرت في داخلي أن من يراوده حلم في طفولته، عليه أن يسعى إلى تحقيقه. وهذا الأمر أزرعه في أولادي. من المؤكد أن التحصيل العلمي هو الأهم، لكن عليهم أن يضعوا حلماً نصب أعينهم كي يحققوه في نهاية المطاف».
نانسي عجرم: طفولتي كانت متعَبة
تقول النجمة نانسي عجرم أن طفولتها كانت متعَبة، إذ في عمر الثماني سنوات بدأت الغناء في الحفلات والمهرجانات، وكانت تشعر بالنُعاس في منتصف الليل، لكنها كانت تضطر للسهر لاستكمال الغناء. لكن رغم تعبها في الماضي، تشعر نانسي اليوم بالارتياح بفضل النجومية التي حققتها. تتذكر عجرم أنها كانت الأقرب إلى والدها في سن الطفولة حيث كان يرافقها دائماً في الحفلات، لكن بعدما تزوجت وأصبحت أماً باتت أقرب الى والدتها. ولا تنسى نانسي أيام الآحاد التي كانت تمضيها مع والديها وشقيقيها نادين ونبيل في الأماكن العامة ويتناولون الغداء معاً. وتتحسر نانسي لأن رفيقاتها في سن الطفولة كن يذهبن الى السينما لمشاهدة الافلام المناسبة لأعمارهن، من دون أن تتمكن هي من ذلك لانشغالها في الفن.
راغب علامة: لم تكن طفولتي مميزة
يرى النجم راغب علامة أن طفولته كانت عادية، بحيث عاش في كنف عائلة كبيرة مما اضطره وهو في الـ 12 من عمره للعمل في مجال تصليح السيارات لكي يؤمّن مصروفه الشخصي ويتمكن في المقابل من تعلم الموسيقى والعزف على العود الذي عشقه بسبب تمرّس والده الراحل في العزف على هذه الآلة الموسيقية. ويذكر علامة جيداً كيف كانت والدته الراحلة امرأة قوية وتعاقبه دائماً لأنه كان ولداً شقياً في الحي.
هيفاء وهبي: طفولتي كانت قاسية
تتحدث النجمة هيفاء وهبي عن طفولتها بثقة، إذ تتذكر أنها ومنذ الصغر كانت تحلم بأن تقف على المسرح أو أن تصبح معلمة أطفال. وكانت والدة وهبي قد انفصلت عن والدها وهي لا تزال صغيرة، مما جعلها تعيش في مدرسة داخلية أشعرتها بقساوة الأيام، خاصة أن المعلمات كن يضربن البنات بهدف تعليمهن وتهذيبهن. وفي المقابل، عندما كانت تقصد قريتها في الجنوب اللبناني، كان أهل القرية يستقبلونها بالترحاب لأنها كانت طفلة اجتماعية وتحب الناس.
أحمد زاهر: طفولتي كانت عادية
يقول النجم أحمد زاهر أن طفولته كانت عادية، بل شهدت نوعاً من الحرمان بسبب ضعف الماديات، فـرغم أن والدتي كانت طبيبة، لكن راتبها الشهري كان زهيداً، لذلك فأنا أحاول اليوم ان أعوض حرماني في الطفولة مع بناتي الاربع فأُؤمّن لهن كل ما يحتجن إليه».
جيني إسبر: في طفولتي كنت الأقرب الى جدّتي الاوكرانية
أما النجمة جيني إسبر فتقول إن طفولتها كانت سعيدة حيث كانت تعيش في بلدة صغيرة في اوكرانيا مع والدتها الاوكرانية وجدّتها لأمها، والتي كانت تروي لها الحكايات التي تدور أحداثها حول الحرب العالمية الثانية، وكانت جيني تستمتع بهذه القصص المليئة بالتشويق. كما تتذكر كيف كانت تذهب في طفولتها مع والدتها وجدّتها ورفيقاتها في المدرسة الى الغابات الأوكرانية بعد هطول الامطار للمرة الأولى في فصل الشتاء، فيجمعن الفطر لتطهوها جدّتها في ما بعد. كما لا تنسى جيني «علكة سندباد» التي كان يجلبها معه والدها لدى عودته من سورية، وكانت تبيعها أحياناً لرفيقاتها في المدرسة.