كنت نائما عندما هاتفنى المدير المساعد للتلفزة الوطنية صديقى وأخى الأكبر المختار ولد عبدالله طالبا منى خدمة إنسانية عاجلة
قلت له خيرا إن شاء الله أنا فى الخدمة سيادة المدير
قال لى لدينا نشرة منتصف الليل وكان من المفترض أن يقدمها أحد الصحفيين فإن لم يحضر يقدمها صحفي احتياطي فهذه طريقتنا اما الصحفي المبرمج فقد أصيب بالشقيقة وأنت تعرف أن "التخنان" و"اتجرفين" على الهواء مباشرة ليس لائقا بتلفزة بلد محترم وأما الثانى الاحتياطي فقد نفد وقود سيارته فى خلوات "الهندسة العسكرية" وتعذر عليه الوصول الى التلفزة وقدم الاثنان اعتذارهما الآن هناك 20 دقيقة تفصلنا عن موعد النشرة وهي جاهزة أود أن تحضر لتقديمها رجاء
"يالبعر" قالت منت اكليب أنا أولا لست وجها تلفزيونيا ولاصوتا إذاعيا ولاعلاقة لى بالصحافة ثانيا لا أملك سيارة ثالثا لديكم جيش جرار من الصحفيين والحمد لله وفى أحسن الحالات قوموا بإعادة نشرة الثامنة فليس هناك جديد بعدها وقدحوت آخر نشاطات الرئيس وحكومته وذلك هو مربط فرسها وحمارها
قال المختار ببشاشته وأريحيته المعهودة حبيب الله حاول ولوبأخذ سيارة أجرة اعتبرها حالة إنسانية
فكرت قلت لنفسي لاتتعقد ياحبيب المشاهدون يعرفون كل أشكال واحجام وانواع البشر لاتتعقد قم بهذه المهمة خدمة لوطنك واحتراما للمختار
جاءتنى فكرة أخرى وهي أن المديرة التى انتقدها دائما وتطوع 5 أشخاص من علية القوم بالوساطة بينى وبينها فقلت لهم لامشكلة لى معها لاأريد مالا ولادفتر محروقات ولا ظهورا إعلاميا أريدها فقط أن تعدل بين عمالها بلغوها تحياتى ربماتكون عملت لى مقلبا فعندما أقدم النشرة ستكثر حالات الهيجان العصبي والالتواءات الغضروفية والتشنجات اللاارادية بين المشاهدين مع حالات اسهال عصبية وتصرفات خارجة عن المألوف
عندها تقول المديرة هذا هو حبيب الله اللى كنتو صامكين بيه
ويكتب أحد كتاب الأغلبية من الذين يتلقون رواتب اكرامية من التلفزة
"أخيرا مديرة التلفزة تنجح فى جلب "المعيدي" الى الشاشة ليتأكد الناس من مقولة "أن تسمع بالمعيدي خير من أن تراه" طبعا سيكون من الذين حظرتهم على الفيس بوك ويجد الفرصة للنيل منى
قلت مرة أخرى لماذا العقد النفسية ياحبيب الله قدم النشرة ولتسقط السماء على الأرض لا تنتبه لشكلك الخارجي ولاحتى لهندامك قدمها فى "سلهام |أو|غشابة" أو|جلابية| أوحتى متلفلفا فى "بطانية" أو"سبنية" ب"ميسورة" أو"تنكارة" لايهم فالمشاهدون تعودوا كل أشكال الوجوه والألسن والأزياء لن ترعبهم كثيرا ويمكن للحكومة طيلة وقت تقديمك للنشرة حظر التجول وتشكيل خلية أزمة طوارئ للتعامل مع الآثار السلبية صحيا ونفسيا لظهورك على الشاشة
قال لى المختار يا أخى الوقت يمر بسرعة نحن ننتظرك
قلت له سأذهب إليكم اعطونى ربع ساعة وأكون على ابلاتو النشرة و"يا أمبان أنكفاي" كما قال الرائع عبد الله أتشاغ المختار
انتصرت على عقدى النفسية وقررت أن "المعيدي" سيراه المشاهدون على الأقل للثورة على المقولة الشهيرة فيستبدلها الناس بمقولة "أن لاتسمع بالمعيدي ولاتراه خير لك"
فجأة حاصرنى ناموس عرفات فتلاشت كل أحلام الحموضة