أخذ الرئيس محمد ولد عبد العزيز مرة أخري المبادرة بشجاعة لحقن دماء شعوب القارة ، في مرحلة تاريخية تتميز بأزمة تجتاح العالم، وتتجلي في تجذر أزمة أخلاقية، وأمنية ،واقتصادية ، وفكرية مركبة، وبسببها لاتزال بؤر صراع تشتعل في دول : مالي، وليبيا، ، والنيجر، ووسط إفريقيا ، والصومال ، وجنوب السودان ، وتحاول قوي خارجية تهديد السلم في بلدان افريقية مسالمة مثل : ساحل العاج ،وتونس، والسودان، وإعادة تدوير الصحراء الغربية ، وهو وضع مقلق للقادة والشعوب الذين يملكون رؤية ويحاولون إنقاذ جيرانهم وأشقائهم من مصير الدول الفاشلة.
تحرك الرئيس فكانت النتائج عاكسة لتيار دعاة الكراهية والعنف، وعملاء تجار الحروب والسلاح، الذين يجيدون ادخال الدول الهشة في الحروب العبثية ، ولكنهم يفشلون في اطفاء الحرائق، أو استقبال النازحين، أو اقرار السلم وقيمه.
خرج جامي مغلبا المصلحة العامة لشعبه علي كرسي مكث فيه22سنة بزهوها وأشواكها، ووافق المجتمع الدولي علي احترام سيادة واستقلال غامبيا، مستخلصا الدروس من ثلاث تجارب للتدخل الأجنبي في غامبيا لم تزرع غير المآتم والأحقاد.
بعض من الساسة الآفلين في انواكشوط ودول الجوار، يحاولون ترحيل رحيل فشلهم إلي الأزمة الغامبية، لأنهم يدركون أن قطار السلام إذا نجح ، فسيرسم لغرب إفريقيا مشهدا سياسيا لا مكان فيه لمن يكذب علي شعبه ـ ويتلاعب بمصالح شعوب قارة المستقبل ، وهؤلاء هم من
يرعي إلا ولا ذمة في مصالح جالياتنا في الخارج ، وهم ندماء الأجنبي، احتنكوا سفاراته، ولهم في الولاء له أوسمة وأرصدةـ
لم يتخلف الأحمد العزيز في الأزمة الليبية عندما قرر حلف الناتو قتل القذافي لأنه اقترح العملة الإفريقية الموحدة ، ومضي رغم تهديد ساركوزي بقصف طائرة الوفد الذي يقوده لحقن الدماء الافريقية.
رأيتموه يصل شمال مالي في أحلك الأوقات، ويحط بوسط افريقيا وساحل العاج ملبيا للنداء، ويعطي المثل للعالم وهو يقود دبلوماسية السلام وحقن الدماء،وشاهد تموه وهو يرفع لاءات الصمود في وجه المشاركة في الأحلاف العسكرية الغازية، لإيمانه العميق بأن الحلول المستوردة لم تصمد في تجارب قرن من الزمن ، ولن تصمد في برهة يفتقر فيها العالم بأسره إلي حكامة في المجتمع الدولي.
لم تأت قوة غازية لشعب إلا أكلته وأكلها، وأفقرته وأفقرها، وخرجت بعد كثير من الدمار تجر ذيول الهزيمة ، وتلعن من أشعل الحروب ، ومن سوق أسبابها ونتائجها.
أليس غريبا أن تغرب شمس دعاة الحروب وتجييش الجيوش الغازية في عصر اترامب، ونودع مشعليها والمتراخين معها واحدا تلو الآخر، ونخبة تتبع الأخرى، ويبقي في بلدنا من يتهجي مادحا التدخل الأجنبي
ومهاجما رسل السلام.
لاتهتم بمن يمدح الحرب والصراعات أولا، ولكن اهتم بمن يرفض الأسباب والنتائج أولا وأخيرا.، لقد حان رحيل دعاة العنف والكراهية من أي موقع تحدثوا ، ومن أي حجر ضب خرب خرجوا.
كاتب صحفي