قالت مصادر مقربة من الرئيس الغامبي يحيى جامع الذي أطاح به انقلاب عسكري إنه قبل الإقامة في جمهورية غينيا الاستوائية مؤقتا ريثما يقوم السحرة والحجابون بطرد خصومه وتأمين عودته ملكا لغامبيا إلى “يوم القيامة”.
ونقلت وكالات أنباء عن المقربين من جامع أن سبب تأخر خروجه من العاصمة الغامبية هو الاستماع لنصيحة والدته التي طلبت منه عدم الخروج قبل سماع صياح ديكة الفجر وفقا لعادات قبيلة جولا.
وتمكن جامع من تهريب ألف من أنصاره وأقاربه بالإضافة إلى تهريب كامل ثروته من غامبيا والبالغة 44 صندوقاً محملة بالذهب والمرصعات والألماس بالإضافة لمئات الهدايا والحلي والملابس والمطرزات الفاخرة.
كما أشارت مصادر إلى قيام جامع بنقل مكتبة تضم أسرارًا كبيرة ومخطوطات سحر وشعوذة وطلاسم.
وكان جامع تعهد عند سيطرته على السلطة في غامبيا عام 1994 بالحكم “مليار عام” في دولة يصل تعداد سكانها نحو مليوني نسمة لكن قوات عسكرية أجبرته على ترك السلطة قبل أيام بعد رفضه الاعتراف بالهزيمة في الانتخابات التي جرت في الأول من ديسمبر الماضي.
وعلى غرار عدد من الزعماء الأفارقة الذين اشتهروا بالحديث في الخرافات والاعتقاد بالأمور الخارقة يعرف عن جامع زعمه اكتشاف علاج لمرض الإيدز الذي أعجز الطب لكن جامع قال إن علاجه لا يبدأ مفعوله بالعمل سوى بعد 5 أيام من تناوله.
وعلى الرغم من تقريبه للمشعوذين والسحرة إلا أنه قام عام 2005 باعتقال مئات الأشخاص بتهمة الشعوذة والسحر علاوة على تصريحات له أيدت ذبح المثليين.
وينقل مقربون من جامع لمحات من سلوكياته التي توقف بـ”الغرابة” ومنها أنه قام في عيد ميلاده الثامن والأربعين عام 2013 بالتجول في بانجول وحين رأى بائعة فول سوداني تربط طفلتها على ظهرها أرسل أحد مساعديه ليسلمها مبلغ ألف دولار نقدا.
وقال مومودو سووي أحد مساعدي جامع في الفترة بين 2003 و2012 إنه كان “يمكن أن يكون بشوشا ولطيفا.. ثم يفقد أعصابه مثل كلب مسعور”.
وكان جامع الذي حكم غامبيا لأربع فترات رئاسية كاملة بعد انقلاب عسكري أوصله إلى السلطة عام 1994 قام بإعلان غامبيا جمهورية إسلامية.
وفي حديث تلفزيوني العام الماضي أعلن الرئيس الغامبي تحويل البلاد إلى دولة إسلامية بهدف “تخليص غامبيا بشكل أكبر من ماضيها الاستعماري” قال “تماشياً مع الهوية والقيم الدينية للبلاد، أُعلن غامبيا دولة إسلامية ونظراً لأن المسلمين يمثلون غالبية في البلد لا تستطيع غامبيا مواصلة الإرث الاستعماري”.
وفاجأ جامع منظمة دول الكومنولث التي خضعت للاستعمار البريطاني بانسحاب بلاده من تلك المظلة ومهاجمة المنظمة واعتبارها جزء من مخطط الهيمنة الاستعمارية على دول العالم الثالث.
ولم يتوقف جامع عند هذا الحد بل قام بمحاربة تعلم اللغة الإنجليزية في بلاده باعتبارها إرثا استعماريا يجب التخلص منه.