أطلق ملك المغرب محمد السادس رصاصة الرحمة على اتحاد المغرب العربي بعدما استعمل مصطلح “الخيانة” في تعاطي بعض مكوناته مع الاتحاد، وقد يكون بهذا يشير الى الجزائر.
وألقى الملك المغربي أمس خطابا في قمة الاتحاد الافريقي بعد مصادقة الأخير على انضمام بلاده الى الاتحاد أول أمس الاثنين، واستعرض فشل اتحاد المغرب العربي في تطوير العلاقات الاقتصادية بين مكوناته الخمسة وهم ليبيا وموريتانيا والجزائر وتونس والمغرب.
وقارن الملك المغربي هذا الاتحاد بباقي الاتحادات الاقليمية في القارة الافريقية وفي العالم ليستنتج بأنه جامد لا يقدم شيئا لشعوب المنطقة.
ومن مقتطفات الخطاب التي تتحدث عن رؤية الملك المغربي قوله: وقد ظل المغرب يؤمن دائما، بأنه ينبغي، قبل كل شيء، أن يستمد قوته من الاندماج في فضائه المغاربي.
غير أنه من الواضح، أن شعلة اتحاد المغرب العربي قد انطفأت، في ظل غياب الإيمان بمصير مشترك. فالحلم المغاربي، الذي ناضل من أجله جيل الرواد في الخمسينيات من القرن الماضي، يتعرض اليوم للخيانة.ومما يبعث على الأسى، أن الاتحاد المغاربي يشكل اليوم، المنطقة الأقل اندماجا في القارة الإفريقية، إن لم يكن في العالم أجمع.
ففي الوقت الذي تصل فيه المعاملات التجارية البينية إلى 10 في المائة، بين بلدان المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا، و19 في المائة بين دول مجموعة التنمية لإفريقيا الجنوبية، فإن تلك المبادلات تقل عن 3 في المائة بين البلدان المغاربي”.
ويستنتج من خطاب الملك المغربي غياب الثقة المطلقة للرباط في مستقبل المغرب العربي والبحث عن تجمعات إقليمية أخرى في القارة الافريقية للتعامل الاقتصادي.
وهذه هي المرة الثانية في ظرف سنة، يقدم فيها زعيم بلد مغاربي بالتشكيك في جدوى استمرار المغرب العربي. وصدر الموقف التشكيكي الأول عن رئيس موريتانيا محمد ولد عبد العزيز في حوار مع لبوان أفريك خلال ديسمبر 2015 عندما قال “التنسيق المغاربي لم يحقق لنا شيئا… متسائلا “عما الذي حققه لنا الاتحاد المغاربي؟ وماذا حققته الدول المغاربية فيما بينها”، واستبعد أجندة موريتانيا عن باقي دول المغرب العربي بقوله “مشاكلنا ليست متجانسة”.
وجاءت تصريحات ولد عبد العزيز بمناسبة تأسيس اتحاد دول الساحل من موريتانيا ومالي وبوركينا فاصو وتشاد والنيجر وتعتبره نواكشوط بديلا لها عن المغرب العربي.
وتوجد العلاقات بين المغرب والجزائر متوترة بسبب الزعامة الإقليمية وقضية الصحراء الغربية، كما توجد الحدود البرية بين البلدين مغلقة منذ أكثر من عشرين سنة.