قال السفير الايراني في نواكشوط السيد محمد العمراني إنه فخور بالتعاون البناء مع هذا الشعب الأصيل، وقال سأكون بإذن الله خادما للمصالح المشتركة التي تجمع إيران وموريتانيا، البلدان الذان فرقت بينهما الجغرافيا وقرب بينهما التاريخ والثقافة والمواقف الشجاعة من القضايا العادلة للأمة الإسلامية
فی المقدمة قضیتنا الأم قضية فلسطين وقطع العلاقات مع الكيان الصهيوني المغتصب ورفض كل أشكال التطبيع معه.
وأشاد السفير بالعلاقات الموريتانية الموريتانية مشيرا الى الجمهورية الإسلامية الإيرانية ترتبط بشقيقتها الجمهورية الإسلامية الموريتانية بروابط متنوعة وعريقة نسجها الدين والثقافة والحضارة الإسلامية الجامعة والمصالح المتبادلة.
كما أن العلاقات الإيرانية الموريتانية ظلت تتعزز وتتطور بثبات بفضل الإرادة السياسية للحكومتين برئاسة فخامة الدكتور حسن روحاني و فخامة الرئيس محمد ولد عبد العزيز لتعكس العمق التاريخي وتحقق التعاون المشترک بين البلدين الشقيقين..
وجاءت كلمة السفير في حفل استقبال نظمته سفارة بلاده الليلة في نواكشوط بمناسبة الذكرى الى 38 لانتصار الثورة الاسلامية,,
وقد حظي الحفل بالحضور الرسمي والشعبي الكبير الذي عكس عمق التقدير الذي تحظى به ايران لدى الشعب الموريتاني.
وهذا نص خطاب السفير:
بسم الله الرحمن الرحيم
قال الله تعالی﴿ إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ*وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجاً*فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّاباً ﴾ صدق الله العظیم السادة الحضور الكرام أيها الأخوة والأخوات السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته إنه لشرف لي عظيم أن أرحب بكم ترحيبا حارا يليق بمقامكم الكريم وأن أشكركم على قبولكم دعوتنا ومشاركتنا أفراح الذكرى الثامنة والثلاثين لانتصار الثورة الإسلامية في إيران.
هذه الثورة المجيدة التي أعلت كلمة الله وأحيت تعاليم الدين الإسلامي الحنيف في ربوع إيران ودعمت القضايا الإسلامية والإنسانية العادلة و وقفت الی جانب المظلومین في كل أصقاع المعمورة.
أيها السادة الأفاضل
يمثل انتصار الثورة الإسلامية الإيرانية حدثا تاريخيا لم يكن وليد الصدفة بل كان ثمرة التوكل على الله سبحانه وتعالى وبفضل انتفاضة الشعب الإيراني المسلم والتوجيهات الحكيمة للقائد الکبیر الإمام الخميني ( قدس الله سره) استطاع شعبنا الصامد أن يستعيد مكانته الشامخة ودوره الرائد والمؤثر في العالم. و فی تاریخ 10 فبرایر 1978 اسقطت نظام الشاهنشاهی و جعلت من إيران الجمهورية الإسلامية بعد الشقیقه موريتانيا، ورسخت الإنجازات التي من شأنها تأمين التقدم والازدهار والتصدي لكل التحديات المعادية لمبادئ الثورة .
أيها السادة والسيدات تدركون معي أن إيران - أو ما كان يعرف ببلاد فارس تاريخيا، هی التي أنجبت سلمان الفارسي ، كانت دوما مهدا لحضارات عريقة وقدمت للبشرية صنوفا مختلفة من المعارف والعلوم والابتكارات ورفدتها بأهم العقول المبدعة في مختلف مجالات العلوم كالرياضيات والطب وعلم الفلك والفلسفة والأدب وما أسماء كابن سينا والرازي والبيروني وعمر الخيام وسيبويه والخوارزمي الا دلیلاً علی صدق مانقول . و الیوم بعد مضي 38 سنة من انتصار ثورتها وبفضل نهضتها العلمیه و التقنیه أصبحت ایران من ضمن الدول العشره الاولی فی مجال التقنیه النوویه وفی بعض الامور الحساسه و الدقیقه کالنانو و تقنیه الاستنساخ وهی الیوم الاولی فی الشرق الاوسط وذلك باعتمادها على مواردها البشرية والاقتصادية وعلى عقول أبناء شعبها الأصيل والمثابر.
أيها السادة الكرام لقد سعی تحالف الامبریالیه والصهیونیه جاهدا منذ الوهله الاولی لانتصار الثوره الاسلامیه علی وأدها فی مهدها عبر اغتیالات لرموزها وشن حرب ضدها عند بوابه الجار الغربی لمده ثمانی سنوات ..وفرض علیها الحصار الجائر فضلا عن العقوبات الاقتصادیه والسیاسیه وحملات الإعلام المضلل والمشوه للصوره الناصعه لهذه الثوره الاسلامیه.. لكن الشعب الإيراني العظيم وبتوفيق من الله سبحانه وتعالي وبفضل قدراته الذاتية وصموده الأسطوري وما قدمه من دماء زكية، تجاوز کل هذه التحدیات وخرج منها منتصرا بل وهو أقوى مما كان عليه .
إلا أنه ورغم ذلک کله ظلت السياسة الخارجية الإيرانية تتسم بالثبات والواقعية والشفافية والتمسك بثوابت الثورة ومبادئها المبنية على الاحترام المتبادل والندية الدبلوماسية وتعزيز علاقات التعاون مع جميع دول العالم عموما والدول الإسلامية ودول الجوار خصوصا وفق ما يخدم المصالح المشتركة ويضمن السلم والاستقرار للشعوب وذلک تجسیدا لتعلیمات المرشد الاعلی للثوره سماحة الإمام السید علی الخامنئ حفظه الله. وفي هذا الإطار، رفعت الجمهورية الإسلامية الإيرانية لواء التصدي للعنف والتطرف من خلال دعوة فخامة الرئيس الدكتور حسن روحاني العالم إلى المزيد من التحالف من أجل سلام دائم و مستمر.
ضيوفنا الكرام، أيها الشناقطة الاعزاء ترتبط الجمهورية الإسلامية الإيرانية بشقيقتها الجمهورية الإسلامية الموريتانية بروابط متنوعة وعريقة نسجها الدين والثقافة والحضارة الإسلامية الجامعة والمصالح المتبادلة. كما أن العلاقات الإيرانية الموريتانية ظلت تتعزز وتتطور بثبات بفضل الإرادة السياسية للحكومتين برئاسة فخامة الدكتور حسن روحاني و فخامة الرئيس محمد ولد عبد العزيز لتعكس العمق التاريخي وتحقق التعاون المشترک بين البلدين الشقيقين.
ضيوفنا الكرام
لا أريد أن يفوتني في هذه الكلمة أن أشيد بخصال و مناقب الشعب الموريتاني الشقیق الذي يمتلك الكثير من المميزات الدينية و التاريخية والثقافية والأدبية ، حیث کانت موريتانيا بفضل جهود علمائها البوابة الشامخة التي انتشرعبرها الإسلام في القارة الإفريقية وأضاء علماؤها قوافل الحجيج الى الديار المقدسة وأغنوا المكتبة الإسلامية بمتونهم الجليلة في ميادين الفقه و العقيدة والأصول واللغة والشعر والأدب وغیر ذلک کثیر.
أيها السادة و السيدات
أنا كسفير للجمهورية الإسلامية الإيرانية فی موریتانیا فخور بالتعاون البناء مع هذا الشعب الاصیل ، وسأكون بإذن الله خادما للمصالح المشتركة التي تجمع إيران وموريتانيا، البلدين الذين فرقت بينهما الجغرافيا وقرب بينهما التاريخ والثقافة والمواقف الشجاعة من القضايا العادلة للأمة الإسلامية فی المقدمة قضیتنا الأم قضية فلسطين وقطع العلاقات مع الكيان الصهيوني المغتصب ورفض كل أشكال التطبيع معه.
كما يسعدني في هذه المناسبة السعيدة أن انتهز الفرصة لأهنئ فخامة السید الرئيس محمد ولد عبد العزيز وحكومته والشعب الموريتاني الشقيق على الانجازات التنموية الکبیره التي حققها لبلده فی شتی المجالات والدور الفعال الذي لعبته موريتانيا خلال رئاستها الإتحاد الإفريقي وفي محاربة الإرهاب والتطرف في المنطقة واستضافتها الناجحة للقمة العربية وغيرها من الجهود الدبلوماسية الرائدة التي شكلت فرصة تاريخية لاستعادة الدور الفعال للشعب الموريتاني العزيز في محيطه الإقليمي والقومي والدولي الذي تكلل بالوساطة الناجحة لفخامته في الازمه السیاسیه فی الجارة غامبيا اطفائا للحرائق و حقنا للدماء وانتصارا للسلم الأهلي فی المنطقه وتجنيبا لها ويلات الحروب والاقتتال الداخلي.
مرة أخرى أجدد لكم الشكر الجزيل على تشريفكم لنا بقبول الدعوة.
واختم بقوله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ ﴾ صدق الله العظیم والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته