أكدت منظمات حقوقية موريتانية ناشطة في مجال مكافحة ختان البنات «أن الاحصائيات الأخيرة أوضحت أن معدل ممارسة الختان في موريتانيا، يقارب 66 في المئة مقارنة مع احصائيات 2007 أي أنه تراجع بثماني نقاط».
وتشير هذه الاحصائيات إلى أن كثافة هذه الممارسة الموجودة داخل جميع المكونات الاثنية الموريتانية، تختلف من منطقة إلى أخرى لكنها تتجه نحو التراجع.
وحسب احصائيات أخيرة لمنظمة «نشاط» فقد «وصلت نسبة انتشار ختان الإناث في المناطق الجنوبية لموريتانيا، إلى 70٪ خلال عام 2012 في ولاية غيدي ماغا عموما، لكن النسبة ترتفع في قومية السوننكي لتصل إلى 98٪ أما في ولاية غورغول حيث تتعايش قومية السوننكي مع التكلور فقد وصلت النسبة إلى 97٪ مع تسجيل بعض الحالات في أوساط مجتمع البيضان (العرب) حيث يجري التكتم الشديد على الختان».
وتؤكد خاتنة متقاعدة من ولاية سيليبابي جنوب موريتانيا فضلت إخفاء اسمها «أن عادة خفاض البنات تراجعت كثيرا بفعل وعي السكان واختفاء عقليات بائدة» ولذا فقد قررت الخاتنة نفسها حسب قولها، أن تتخلى عن الخفاض وأن ترمي سكاكينها. وأجمعت تقارير أعدها خبراء اجتماعيون عن انتشار الخفاض في المجتمع الموريتاني على أن «تراجعا كبيرا في ممارسة الختان قد سجل لكن المشكلة أن السلوك الشاذ ما يزال قائما».
وتؤكد لو خديجة الشيخ المكلفة بالبرمجة في مندوبية صندوق الأمم المتحدة للسكان في نواكشوط «ان تراجع ممارسة الخفاض في موريتانيا يعود لحملة التوعية الكبيرة التي ساهمت فيها الحكومة ومنظمات المجتمع المدني والزعماء الدينيون وكذا بفضل ما بذله في هذا الصدد شركاء التنمية مثل صندوق السكان الأممي».
وتنفذ المصالح الحكومية الموريتانية بالتعاون مع صندوق الأمم المتحدة للسكان برنامجا موسعا للقضاء على ختان البنات.
وألزمت الإجراءات التطبيقية الخاصة بالمعاهدة الدولية لمحاربة كافة أشكال التمييز ضد المرأة، الحكومة الموريتانية بوضع إطارين قانوني وقضائي لإزالة عادات خفض البنات.
ولعب العلماء ورجال الدين ذوو التأثير الكبير، أدوارا مهمة في عملية القضاء على ختان البنات وذلك عبر جولات قاموا في الولايات التي تمارس فيها العادة وعبر برامج تلفزيونية.
وتضيف لو خديجة «أن هذه الأدوار مجتمعة ساهمت في خلق البيئة الصحية المناسبة، كما دفعت للأمام مشروع قانون النوع المعروض على البرلمان».
إلا أنها حذرت «من أن يكون التقدم المحقق الشجرة التي تخفي الغابة، كما في المثل، فهناك الكثير مما يجب القيام به للقضاء على هذه الظاهرة المنغرسة بعمق».
وقالت «الطريق طويل جدا والعراقيل كثيرة غير أن الهدف النهائي هو الوصول للقضاء النهائي على ممارسة خفض البنات المشينة».
يذكر أن تقليد ختان البنات الذي هو عادة منتشرة في مجتمعي السنغال وموريتانيا، تستعصي على حملات التوعية التي تقوم بها الحكومات والمنظمات الدولية والأهلية الناشطة في مجال إيقاف العنف ضد المرأة.
ويعرف موقع صندوق الأمم المتحدة لرعاية الطفولة ختان البنات بأنه تعبير يقصد به «كل العمليات التي تهدف لإزالة جزء أو كل الأقسام التناسلية الخارجية للفتاة».
ومع أن فقهاء موريتانيا يؤكدون أن لا علاقة لهذه الممارسة بالدين، فإن مسنات المجتمع يعتقدن بالتوارث عن الجدات أن «الختان، هو استئصال لحظ الشيطان، ويجعل الفتاة في مأمن من الشبق النسوي الذي قد يدفع بالبنت نحو ممارسة الرذيلة في حالة ما إذا استعطى عليها الزواج».
عبدالله مولود
نواكشوط ـ «القدس العربي»: