كشف الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز أمس في حديث تلفزيوني عن مجموعة هامة من ألغاز حكمه وعرض حلولاً لعدد من معادلات نظامه المربكة لمعارضيه كما للمراقبين.
فقد أكد في مقابلة مع القسم العربي لقناة «فرانس 24» بلهجة مشددة «أنه لن يترشح لانتخابات 2018 الرئاسية لكنه أكد في الوقت نفسه أنه سيدعم مترشحاً لهذه الانتخابات».
وقال «إذا أنا لم أدعم مترشحاً فسأكون مقصراً في واجبي اتجاه وطني، لا بد أن أبحث عن الشخص القادر على تولي الرئاسة في موريتانيا».
وتحدث ولد عبد العزيز عن التعديلات الدستورية المثيرة للجدل والمعروضة حالياً على البرلمان فأوضح «أنها تعديلات تصب في مصلحة موريتانيا وتدعيم مؤسساتها وليست تعديلات من أجل مصلحة أي شخص محدد».
وأكد «أن تعديلات الدستور لن تشمل زيادة سن الترشح للرئاسة، في رد منه على مطلب مسني المعارضة، كما أنها لن تشمل، في مقابل على ما يبدو، زيادة مأموريات الرئاسة».
ودافع الرئيس الموريتاني عن التعديل المقترح للعلم الوطني الموريتاني فأكد «أن تصميم العلم جرى في ستينيات القرن الماضي في غياب شباب اليوم الذين من حقهم أن يقترحوا العلم الذي يرونه مناسبا فالبلد لا بد أن يتغير».
وحول الانتخابات البرلمانية السابقة لأوانها، قال «إنه ينتظر مصادقة البرلمان على التعديلات الدستورية ليحدد بعد ذلك تاريخ إجراء هذه الانتخابات التي ستشمل المجالس الجهوية التنموية والنواب والمجالس البلدية».
وحول ما إذا كان سيشارك في القمة العربية المقررة في عمان، قال الرئيس الموريتاني إنه سيحضر بنفسه هذه القمة لأن موريتانيا تتولى حالياً رئاستها الدورية كما أن موريتانيا معروفة بعدم تغيبها عن اللقاءات العربية.
وعن سؤال حول موقفه من سياسات الرئيس الأمريكي دونالد اترامب، قال «اراقب هذه السياسات وسنرى».
وتحدث الرئيس الموريتاني عن علاقات موريتانيا بجوارها، فأكد أن العلاقات المغربية – الموريتانية علاقات عادية ومتميزة لكن البلدين يودان لو تطورت لتكون أحسن وأفضل، وهذا هو حال علاقات موريتانيا بالجزائر.
وقال «إن موريتانيا بلد مستقل ويجب أن يعتز المغاربة بتحسن علاقاتها مع الجزائر وأن يعتز الجزائريون كذلك بتحسن علاقاتها مع المغرب، ولا يمكن القبول بارتهان هذه العلاقات لرغبات هذا الطرف أو ذاك».
وأوضح الرئيس الموريتاني «أن موريتانيا بلد محايد في نزاع الصحراء ويقتصر دوره على المساهمة في تقارب وجهات نظر أطراف هذا النزاع».
وأكد «أن وجود قوات صحراوية ومغربية وجها لوجه، في منطقة الكركارات أمر يهدد الأمن وله خطورته الواضحة».
وقال الرئيس الموريتاني «أن أزمة الصحراء الغربية هي التي تقف حجر عثرة في وجه بناء المغرب العربي»، معربا عن أمله «في التوصل لحل نهائي ومقبول لهذه المعضلة».
وأوضح الرئيس الموريتاني «أن بناء المغرب العربي أمر بالغ الأهمية لكونه يتماشى ومصالح الشعوب المغاربية»، مبرزاً «أن دول غرب إفريقيا ودول جنوب إفريقيا كلها منتظمة في مجموعات اقتصادية متجهة نحو تحقيق أهداف هامة، وهو ما يجب على بلدان المغرب العربي التوجه الجاد إليه».
وانتقد وجود قوات دولية في مالي، مؤكداً «أنها لم تحقق أي شيء وأن موريتانيا لا ترى في وجودها أية أهمية وأن استبدالها بقوة إقليمية مشتركة من بلدان مجموعة الساحل الخمس، أفضل بكثير»
لكن الرئيس الموريتاني أكد «أن تأسيس القوة العسكرية المشتركة لدول الساحل الذي تقرر في قمة باماكو الأخيرة، يواجه عقبات منها الوسائل اللازمة لتشكيل وتسيير هذه القوة ومنها الحصول على تفويض أممي بالتدخل حيثما استدعى الأمر ذلك».
وقال «إن الأمن في منطقة الساحل يتطلب المبادرة لوضع وتنفيذ سياسة وقائية فعالة نشطة، فحيثما وجد الإرهاب وجدت متلازماته من الجريمة المنظمة وتهريب الأسلحة والمخدرات والاتجار بالبشر واختطاف الرهائن وهي أمور تغذي، حسب قوله، انعدام الأمن وتهدد الاستقرار».
عبد الله مولود
نواكشوط – «القدس العربي»