في يوم ميلادها كان الفن الموريتاني على موعد مع التاريخ بل كان التاريخ نفسه على موعد مع ذاته أشرقت أنوار العطاء الغنائي وباتت موريتانيا على أهبة الدخول في مجموعة “جينيس”للموسيقى
كبرت وترعرعت ومعها كبر وترعرع الحلم الوطني في إيصال صوته إلى مشارق الدنيا
لتكون سفيرا فوق العادة لتراث وفن وأصالة وطنها وبصمة جديدة كذالك في عالم الموسيقى
جابت أقطار العالم وكانت ضيفة شرف على عديد المحافل العربية والدولية ,استطاعت بإطلالتها أن تسرق قلوب الملايين وأن توحد
العالم حول موهبتها التي تجاوزت حدود المعقول إلى اللامعقول فصارت رمزا فنيا يستحق الوقوف عنده والتبتل في محرابه وهي التي استطاعت في فترة وجيزة أن ترتقي بالفن الموريتاني إلى مصاف العالمية متجاوزة بذالك كل من سبقوها وواضعة أقداما من ذهب في دنيا الإبداع الموسيقي لتتربع على عرش الفن في موريتانيا وتمسك بصولجان المملكة الموسيقية عن استحقاق
إنها ضيفة شرف “مشاهير” صاحبة الطلة الآسرة والصوت الرخيم سيدة الغناء الموريتاني بامتياز كما تحلو لجماهيرها التسمية الفنانة العظيمة “منى منت دندني”
بداية أهلا وسهلا بكم فنانتنا منى
مشاهير: هذه الموهبة الفنية المتقدة عطاءا وتميزا تتشوق الجماهير الفنية إلى معرفة الكثير عنها فدعينا نبدأ من حيث يجب كيف كانت بدايتكم مع الغناء ؟
منى : بدأت الغناء و أنا عندي ١٠ سنوات تقريبا أول شيء بدأت تعلمه هو “أردين” و أصبحت أغني على أوتاره وبعد ذالك علمني ودربني الفنان الكبير “لوليد ولد دندني “على آلة “الكيتار” بينما كانت موهبة العزف على آلة ” آردين” بتدريب من والدتي العزيزة “اخويديجة منت السيد” وقد كانت علاقتي بالفن عن طريق الموهبة التي كنت أحس بأني مسكونة بها حيث أصبحت حينها أحاكي كوكب الشرق “أم كلثوم” وعندها أدركت أنه يجب علي أن أخرج موهبتي الغنائية للعلن
وكانت أول تجربة لي في إحدى الحفلات وأنا بنت الرابعة عشر من العمر حيث أنهيت الحفل وأنا أعزف على آلة “الكيتار” وأغني ومنذ تلك اللحظة بدأت مشواري الفني بالتوازي مع المحافظة على دراستي حينها
وقد كانت بداياتي مع مسابقة الأغنية العربية في تونس الخضراء حيث شاركت فيها وأحرزت نجاحا كبيرا في تلك المسابقة وكان ذالك النجاح الذي حققته هو أول انطلاقة لي وبعدها مباشرة شاركت في مهرجان الأغنية العربية في ” مصر ” ونجحت بفضل أدائي ثم شاركت بعد ذالك في مهرجان الأغنية العربية في المملكة المغربية والمنظم من طرف اتحاد الموسيقيين العرب وحصلت فيه على الجائزة الأولى
بعدها بدأت بالموسيقى التقليدية الموريتانية و في نفس الوقت أغني الأغاني الشرقية لأنني أمتلك موهبة رائعة في ذالك اللون الموسيقي .
مشاهير :من المعروف أن أسرتكم أسرة “أهل دندني ” من أكبر الأسر الفنية الموريتانية, حديثينا عن الدور الذي لعبته الأسرة في تكوين شخصيتكم الفنية ؟
منى :أسرة أهل دندني أسرة عريقة في الفن وأبي ما شاء الله صوت معروف ومتميز أصلا وينتمي لمدرسة كبيرة هي مدرسة “أهل دندني” ’ووالدتي أيضا “اخويديج منت السيد” وهي من أسره عريقة في الفن الموريتاني جدا وأبوها هو الفنان المشهور والكبير “اشريف ولد السيد ” وقد لعبوا دورا كبيرا في تهذيبي وتعليمي أصول الفن والغناء كما عملوا على تدريسي دراسة جيدة حتى أصبحت متشربة للفن والثقافة معا وهو ما يندر وجوده في الفنانين من خلال جمعهم بين الثقافة والفن الذي يحتاج في تعلمه لكثير من الاهتمام به ’خاصة أن الفن الموريتاني يعيش حاليا الكثير من الإهمال من قبل الجهات المعنية والإعلام بكل أصنافه المرئية والمسموعة والمكتوبة كما يجب على الدولة أن تدعم الفن وتسهر على تطبيق القوانين التي تحمي الملكية الفكرية وتقوم بتفعيل معهد الموسيقى الذي أسس منذ خمسة أعوام ولكنه لم يحقق أي هدف ’الأمر الذي يضايقنا كثيرا نحن كفنانين موريتانيين لأننا نحرص كفنانين على أن يحقق الأهداف المرجوة منه والتي أسس لها وتستفيد منه الناس.
مشاهير :استطعت في فترة وجيزة أن تتصدري العناوين العريضة للصحافة الوطنية والعربية بعدة منتجات موسيقية شكلت بامتياز معالم في طريق الفن الموريتاني حدثينا عن أبرز محطاتك الفنية وأقرب الألبومات إلى قلبك ؟
منى:المحطة الأولى هي التي تحدثت لك عنها سابقا وهي محطة الأهل حيث تعلمت في محيطهم الفني العريق الموسيقى التقليدية و”لشوار الزمنية” لأني مقتنعة بأنه لا يوجد نجاح بدون الاعتماد على الأصالة ,والمحطة الثانية تمثلت في مواكبة الفنانة الراحلة “ديمي منت آبه “رحمة الله عليها وتعلمت منها الكثير حين كنت في فرقتها وأمضيت سنوات معها واستفدت من مدرستها الفنية المتمثلة في مدرسة “تكانت” حيث تعرفت على صنوف أخرى من الفن بالإضافة إلى التي تعلمتها من مدرسة أهلي أهل “دندني” في “الحوض” أما المحطة الثالثة فهي تجربتي الآن واعتمادي على نفسي ومشاركتي في الكثير من المهرجانات والمسابقات والنجاحات التي حققتها في تلك المحطة ’ثم كونت بعدها فرقتي وطورت موسيقانا واستفدت كثيرا من أخي لوليد ولد دندني الذي لحن لي الكثير من الأغاني بالإضافة إلى أخي الآخر احمد ولد دندني وقد استفدت كثيرا من المحطة الأخيرة التي اعتمدت فيها على نفسي كما استفدت كثيرا من الاحتكاك بكثير من الملحنين والفنانين العرب ,.
وأما بخصوص الألبومات الأقرب إلى قلبي فهو ألبوم “كافيني وانا كافيت” لأنه حقق نجاحا باهرا في داخل الوطن وخارجه .
مشاهير: الفنانة منى تعاني الموسيقى الموريتانية من المحلية الزائدة بمعنى البقاء في حوزة التراب الوطني فقط دون الوصول إلى العالمية’و النقاد أجمعوا على أنه بفضل تجربتك الخاصة بخلاف غيرك من الفنانين أحدثت “ثورة” في عالم الفن الموريتاني وأصبح انتشاره على المستوى العالمي حديثينا عن دورك التاريخي في حمل الموسيقى الموريتانية إلى أسماع العرب والعالم كيف نجحت فيما فشل فيه الآخرون ؟ ما هي الآليات التي اعتمدتها لتجديد الموسيقى الموريتانية حتى أصبحت بهذه العذوبة والشهرة؟
منى :أولا أحب أن أتحدث لك عن العراقيل التي تعرضت لها الموسيقى الموريتانية والتي جعلتها منطوية على ذاتها منعزلة في محيطها دون الخروج إلى العلن ’وأول تلك الأسباب هو إهمال الجهات المعنية لهذه الموسيقى التي تحمل الكثير من تراث بلدنا ,وهو ما أدى إلى غياب كبير لموريتانيا في عديد المحافل الدولية فأصبحنا أمام مشكلة حقيقية لأننا عندما نسافر نحن كفنانين يضيع علينا الكثير من الوقت في التعريف بهوية البلد الذي جئنا منه .
أما عن دوري أنا في الوصول بالفن الموريتاني إلى أصقاع المعمورة فذالك كان انطلاقا من تطويري للموسيقى المحلية بإدماج اللون الشرقي فيها وأنا على فكرة أمتلك موهبة كبيرة في الغناء الشرقي وقد حاولت كثيرا الخوض في الموسيقى الشرقية مع الحفاظ على الموسيقى الشعبية وتعبت في ذالك كثيرا قبل أن أحقق به نجاحات واسعة .
وأنا شخصيا لم أتلق أي دعم من أي جهة إنما دعمت نفسي بنفسي وانهمكت في الفن و أصررت على الوصول وهذا بالطبع لا يلغي الدور الذي لعبه معي العديد من أفراد الأسرة مثل زوجي وغيره وقد تحصلت على العديد من الفرص لكنها لم تكن تليق بشخصيتي وبوطني الذي أمثله لذالك رفضتها لأن مقتنعة بأن النجاح يجب أن يكون برضا الله ’ وأعتبر أني لم أحقق كل ما أريده حتى الساعة رغم أهمية المرحلة التي وصلت إليها لكني أمتلك طموحا لا حدود له ولذالك سأظل أتابع في مشواري الفني حتى أحقق أكبر النجاحات العالمية .
مشاهير: ألبوم “كافيني ونا كافيتو” وصفه العديد من نقاد الفن وجمهوره بأنه المولود الفني الذي وضع “تاج” الغناء الموريتاني على رأس الفنانة العظيمة منى منت دندني كيف كانت مراحل تجهيز الألبوم ومن كان معك في كتابة الكلمات والألحان ؟
منى : ألبوم “كافيني” هو ألبوم رغم النجاح الباهر الذي حققه إلا أنه كان بجهود ذاتية يعني أن تسجيله تم في الأستوديو الخاص بي شخصيا وكان بألحان مشتركة بيني أنا و بين الملحن لوليد ولد دندني ومن كلمات كوكبة من الشعراء المحليين ولا غرابة فنحن بلد المليون شاعر ’ ويحتوي الألبوم على نغمة إفريقية’وهي نغمة جديدة على الموسيقى الموريتانية ورغم ذالك لم يخرج عن مقامه الموسيقي “لبتيت” وذالك ما ميزه وجعله يلاقي إعجابا كبيرا حتى من الأجانب الذين أحبوه كثيرا ويحتوي الألبوم كذالك على أغنية “صاحب الديوان” التي لاقت نجاحا كبيرا وفيه أيضا “مدحة ” وفيه أشوار تعالج مواضيع اجتماعية مختلفة ..وقد كان ألبوما متميزا أعتبره من أنجح ألبوماتي الغنائية ,وقد حصد أكثر من 100.000 ألف مشاهد على قناة اليوتيوب وهو أكبر رقم حصدته أغنية موريتانية على اليوتيوب .
مشاهير: في عصر الفيديو كليبات أصبح الشكل مطلوبا بامتياز في نجاح أي عمل فني باعتبار التركيز على جودة الموضة وجمال الشكل بالإضافة طبعا إلى حسن الصوت’و الفنانة منى في نظر الكثير من النقاد تعتبر الفنانة الموريتانية الوحيدة التي استطاعت أن تجمع كل ذالك في وقت واحد لتصبح محط أنظار العالم حدثينا عن السر وراء الإطلالة الآسرة والموضة العالمية التي تركزين عليها كثيرا في ظهورك الفني والإعلامي هل يعود الفضل إلى مصمم خاص بمنى أو شخص معين يختار لها أزياء السهرات والظهور الفني أم يعود لذائقتها الخاصة ؟و ما هو دور الأناقة برأيك في نجاح الفنان ؟
منى : طبعا الشكل والصوت من سر نجاح الفنان يعني أن الفنان لابد أن يكون صاحب شكل جميل ومظهر أنيق ويتابع الموضة عن كثب وكل ما كان الفنان متنوعا’ وأنيقا في المظهر كان أكثر قابلية للجمهور والنجاح .
وكل ما لم يكن مشينا أو حراما فلا ضير فيه ’ وأنا أتابع جدا الموضة العالمية مع تحفظي على اللبس التقليدي الموريتاني حيث يجب في نظري أن يكون بشكل راق وبذوق رفيع ’ وأنا اعتمد على ذوقي الخاص في اللبس ولا أختار إلا زيا جميلا وأنيقا ومقنعا بالنسبة لي , أبحث عن الألوان والماركة ’والصيحة المناسبة لي وإن أخذ ذالك مني وقتا طويلا المهم أن أجده ’ قد تكون السوق عندنا صغيرة ولا تستقبل كل الصيحات العالمية لكني أسافر إلى مختلف الأقطار وأنتقي الزي الذي سأظهر به في هذه السهرة أو تلك وأشتري من عند مصممين “املاحف” وأستوردها من عند مصممين ليسوا في الوطن وأؤكد لك بأني حاليا أعكف على موضة جديدة ستقتبس شيئا من ملامح “الملحفة ” ولكنها ستكون متميزة وراقية ان شاء الله وسأظهر بها وستعجب المشاهدين .
على العموم لا بد للفنان أن يكون أنيقا وراقيا ويلبس آخر صيحات الموضة الجميلة ’ وحين يكون الفنان غير مهتم بمظهره ولا بشكله’ شخصيا أأسف له لأنه يقلل من قيمته.
مشاهير: نظمت مؤخرا حفلا في الإمارات العربية المتحدة وشرفت بلدك في ذالك الحضور حدثينا عن أسفارك الفنية وتمثيل بلدك في مختلف المحافل وهل أنت بعد جهودك التي كللت بالنجاح مرتاحة الآن لحضور الفن الموريتاني عالميا؟
منى : أنا نظمت حفلا في الإمارات العربية المتحدة وكان تحت رعاية شركة “المهري ” للشحن وكان حفلا كبيرا لاقى كثيرا من النجاح وحضرته قاعدة جماهيرية عريضة ’ ومن لم يحضر اتصل بي شخصيا وأغتنم هذه الفرصة لأوجه جزيل الشكر لشركة “المهري للشحن” على الاستقبال الحار الذي خصتني به وقد عاملوني معاملة رائعة .
وبخصوص الفن الموريتاني والمرحلة التي وصل لها الآن ليست كافية في نظري يجب أن نصل به إلى ابعد من ذالك ويجب أن نراه يظهر ويلمع في مختلف القنوات ووسائل الإعلام العربية والعالمية ونلقي بجزء من اللائمة على الصحفيين الموريتانيين أيضا حيث يجب أن تواكب الصحافة الموريتانية الفن والفنانين من أجل إيصال كلمتهم للجهات المعنية ومن أجل المساهمة في تقديم هذا الجانب الكبير من هويتنا وخصوصيتنا
وأتمنى أن نحقق المزيد من التقدم والتطوير لموسيقانا حتى تكون حاضرة في مختلف المحافل العربية والعالمية .
مشاهير : تميزت كالعادة عن بقية الفنانات والفنانين الموريتانيين باستحضارك لعيد الحب في أغنية جديدة أسميتها «“happy valentineكيف جائت هذه الفكرة الرائعة وماذا يمثل عيد الحب بالنسبة للفنانة العظيمة منى منت دندني ؟
منى : بالنسبة لشور ” هابي فلانتاين” فهو مستوحى من فكرة “كاف” سمعته عند إحدى صديقاتي في عيد الحب يبدوا أن أحد أصدقائها قد ألهمته شاعريته أن يجود بذالك الكاف عليها حين أصبح ملزما بتقديم هدية عيد الحب ولم يكن وقتها مستعدا لشراء هدية عينية بذاتها فقال عوضا عن ذالك :
ابلا فظه نشريه *وافظهري لمدايين
غير ابكاف نعطيه*هابي فالانتايين
وبعث به إليها وقد أعجبت كثيرا بمضمون “الكاف الحساني” وقررت أن أبني على أساسه شور جديد عن عيد الحب الذي يصادف عيد ميلادي وأسميته شور “هابي فالانتايين”
وقمت بتسجيله في 14 فبراير وعرضته على صفحتي الشخصية في الفيس بووك خاصة أني من الفنانين الذين يركزون على اهتمامات جمهورهم فالفنان يحمل رسالة جمهوره ويجب أن يواكبه في جميع المناسبات , وقد لاقى “الشور” العديد من النجاحات والحمد الله .