لم يستطع الرئيس إخفاء ارتباكه وغضبه وغيابه عن الأمور الدستورية وبعده عن فهم العلاقة بين السلط والفرق بين النواب والشيوخ حتى وإن حول الصحفيين إلى مسخرة للتغطية على كل ذلك
ـ الصحفيون بدا معظمهم مرتبكا ومرعوبا مشتت الأفكار وكأنه جاء ليسمع شتيمة أواتهاما من الرئيس لا أقل ولا أكثر فانعكس ذلك على اسئلتهم التى بدت غير مركزة خاصة تلك التى تمس هموم المواطنين فقد اعتمد الرئيس ومن البداية سياسة "إرهاب" الصحفيين بالضحك والسخرية واقتطاع الأسئلة وعدم السماح بإكمالها مرات عديدة
ـ حاول الهيبة وعبادى وكيساما وممثل القلم الفرنسية وابوالمعالى طرح أسئلة فى العمق لكن الرئيس استهدفهم تارة بقطع اسئلتهم وأحيانا بالسخرية اللاذعة ماجعل أسئلتهم تذوب فى محلول مؤتمر صحفي كانت بدايته هي نهايته فالرئيس اراد فقط القول انه ذاهب للاستفتاء الشعبي ولم يكن مستعدا للخوض فى أية أمور أخرى
ـ لرعب الصحفيين واحتقارهم من طرف الرئيس تاريخ لم يبدأ بالاستخفاف بولد وديعة وأمر الرئيس له بالخروج بطريقة غير لائقة وإيقاف البث بعد الكثير من التشنج ومن تلك الحادثة وقبلها حوادث أخرى كثيرة أصبحت غاية الصحفي المحاور أن يظهر وجهه أويعرض زيه أويتكرم عليه الرئيس بالجلوس حتى نهاية المؤتمر الصحفي فجاءت الأسئلة مبتذلة ضعيفة وعندما يرى الصحفي أن سؤاله قد يغضب الرئيس يسحبه أويغيره فى لحظة ووجه الرئيس يكفى لمتابعة درجة غضبه أورضاه
ـ ولد ْامه ومنتان وجميلة وولد بلعمش حاولوا قدر المستطاع الظهور بأسئلة قوية شيئا ما لكن كان واضحا بالنسبة لولد آمة ومنتان وجميلة انهم يمثلون مؤسسات إعلامية تدور فى فلك الإعلام الرسمي فغلب الخجل والبرودة على اسئلتهم التى حرصا على ان تكون بديلا للاسئلة التى كان من المفترض ان يطرحها الاعلام العمومي الذى افتخر الرئيس بانه ليس حاضرا وكان حقق معجزة بعدم استدعائه ناسيا أن غالبية الصحفيي الذين استدعاهم أكثر عمومية من الاعلام العمومي واكثر اتحادية من الاتحاد واكثر امنية من الامن واكثر عزيزية من عزيز
ـ باستثناء الذهاب الى استفتاء شعبي و تحسن ظروف الجيش وطبيعة العلاقات مع المغرب وترك ملف ولد امخيطير للعدالة وعدم استعداد موريتانيا لفتح ابوابها للسياحة الجنسية وسياحة الرقص والخمور فإن الرئيس لم يقل شيئا يمكن فهمه أوالخروج منه بفكرة واضحة فقد اجاب بارتباك وعدم دراية وتخبط عن أسئلة ذات صبغة دستورية وقانوية ولم يجب بوضوح عن قضايا عطش الشرق وانهيار طريق نواكشوط روصو ومنح الطلاب فى الخارج
ـ الرئيس ليست لديه ارقام ولامعطيات فمرة يقول ان السكان فى البلاد ثلاثة ملايين ليقول لاحقا انهم يتجاوزون الاربعة ملايين ونفس الشيئ بالنسبة للتمويلات والميزانيات فقد يقول لك المبلغ فى حدود عشرة ملايين او ستين مليونا والنسب ايضا يقول لك اظن انه تم حل المشكلة بنسبة خمسين بل تسعين بالمائة
ـ حشر الرئيس لاغلبيته ومصفقيه فى القاعة تقليد لدى احزاب المعارضة يحول المؤتمر الصحفي الى مجرد كهرجان تصفيقي وظهر المدعوون كقطع ديكور خرساء وحرص المنظمون على وضع بلال وززك ويعقوب ولد امين وبعض الخارجين للتو من احزاب معارضة فى الواجهة الى جانب بيجل وولد محم وولد الشيخ ابي المعالي وسيدات يحملن حقائب حزبية وشباب من المعينين حديثا
ـ ظهور إحدى الملحقات الاعلاميات بالرئاسة لم يكن ضروريا ولا مدروسا فهي لاتملك من الأمر شيئ وإصدارها الأوامر للصحفيين بأنه يجب الإكتفاء بسؤالين فقط لامعنى له فالرئيس جالس أمامهم وهو من يحدد عدد الأسئلة ويتصرف مع الصحفيين بالطريقة التى يراها مناسبة أما المستشارون والملحقون فالرئيس عادة لا ينتبه لهم بل يجهل حتى أسماءهم جهله لبعض الصحفيين ومواقعهم فالملحقون والمستشارون يلعبون دور "واوعمرو" وباستثناء الظهور الرمزي الاستعراضي فلا مهام موكلة اليهم فى تنظم المؤتمرات الصحفية الرئاسية وافضلهم من تركز عليه التلفزة وهو يصفق بحرارة للرئيس فى لحظة قد تنسيه احيانا ترتيب جلسته وملابسه