كنت قد كتبت مقالا بعنوان "من إمارة الشعر إلى شعر الإمارة" عتابا لأخى وصديقى الشاعر الفحل محمد ولد الطالب لأنه سرعان ما قاد حرفه العربي الجميل إلى قصور الرؤساء العرب فكان أن مدح الراحل معمر القذافى وارتمى فى أحضان السياسة ومنحها عذرية قصائده الجميلة
اليوم أصبح محمد ولد الطالب شاعر القصر والقبيلة وأكثر من ذلك يتفاخر ربما لأول مرة فى تاريخ الشعراء العرب بأنه "شاعر البلاط"
الشعر لم يخلق للقصور والأمراء الشعر خلق ليبكى ويلطم الخدود ويشق الجيوب بين دروب الفقراء الذين لم يعد ولد الطالب يرى وجهه مع الاسف فى مراياهم المعتمة لا تحت قباب الأمراء
الشعر جنون وجموح ورفض وانحياز للعامة ومعاناة الناس أولايكون
ولافرق بين شاعر بلاط وجارية بلاط ومنظف فى البلاط
الشعر صرخة ضد الظلم وصيحة ضد الجور وحشرجة ضد الموت جوعا
وعندما يعترف شاعر بأنه شاعر بلاط يمكنه أن يعترف لاحقا بأنه راقصة أومتعهدة أطفال فى القصرلأنه أضاع الشعر قبل أن يضيعه الشعر
وعندما يكون البلاط مبلطا بالظلم والفساد والحيف فإن شاعره لن يكون سوى قطعة ديكور خرساء من مكوناته قد يبصق عليها فرعون اويجلس عليها أويمارس عليها أية نزوة من نزواته
والحق أن محمد ولد الطالب شاعر قوي اللغة دافئ العبارة صقيل الأسلوب لكن ليس شرطا أن تظل فى مغارسها النخل وليس قدرا ان يظل الطائر فى سربه
من صفحة حبيب الله ولد أحمد