مسؤول أمني مغربي: نراقب الفضاء الإلكتروني وشبكات التواصل الاجتماعي والتنصت على الهواتف يتم بأمر النيابة

اثنين, 04/17/2017 - 03:04

يبرز المغرب تجربته في مكافحة الارهاب ودوره في احباط هجمات إرهابية أستهدفت دولاً أوروبية خلال السنوات الماضية، اعتماداً على استراتيجية الضربات الاستباقية وعدم ترك أي شيء للاحتمالات، بتطويق كل المشتبه بهم ومحاصرتهم قبل الانقضاض عليهم.
وأكد مسؤول أمني مغربي كبير أن الاجهزة الامنية المكلفة بمكافحة الإرهاب تقوم بمراقبة الفضاء الإلكتروني وشبكات التواصل الاجتماعي، وذلك لرصد أي تحرك للتنظيمات المتطرفة، والتي تستغل الشبكة العنكبوتية لنشر أفكارها وبرامجها. مشدداً على أن المكتب يتوفر على أشخاص مؤهلين للقيام بهذه المهمة، مهمة الرصد والتتبع.
وقال عبد الحق الخيام مدير المكتب المركزي للأبحاث القضائية، التابع لجهاز حماية التراب الوطني (المخابرات الداخلية DST) أن التنصت على الهواتف المحمولة لا يتم إلا بإذن النيابة العامة وبإشراف منها. وأن توجيه الطلب للنيابة العامة بهذا الخصوص لا يتم إلا بعد التوصل لمعلومات معينة. وشدد الخيام في حوار مع «فرانس 24»، بث مساء السبت، على أن «المعنيين في بلاده وضعوا قوانين لمحاربة الإرهاب مع احترام تام لحقوق الإنسان»، وتابع «أمن المواطن مسؤوليتنا، والتدخل لإلقاء القبض على أي مشتبه به يتم وفق القانون، ويتم تصوير العملية بالفيديو، وتحت إشراف النيابة العامة، كما أن من يتم اعتقاله له الحق في التزام الصمت وفي أن يلتقي بالمحامي».
وقال إنه تم تفكيك 43 خلية «إرهابية أو متطرفة» منذ البدء بالعمل في المكتب المركزي للأبحاث القضائية، أي منذ 2015 إلى الآن وأن المكتب المركزي للأبحاث القضائية يتبنى سياسة استباقية في التعامل مع مسألة التطرف والتنظيمات المتطرفة، حيث «نقوم بتفكيك خلايا قبل المرور للتنفيذ أو الفعل». وكشف المسؤول الأمني المغربي عن وجود 1623 مغربياً في بؤر التوتر، في تنظيم الدولة ومع ميليشيات أخرى، وأن هناك حوالي 400 شخص آخر قتل في بؤر التوتر «أما الذين عادوا إلى المغرب من هذه المناطق فإن عددهم يبلغ 78 شخصاً» وان «المصالح الأمنية تتعامل مع هذه الفئة وفق القانون، والقانون يجرم الالتحاق ببؤر التوتر، حيث نقوم بمهمتنا الأولى أي توجيه الاستفسارات والقيام بالاستجوابات، ثم نحيلهم على النيابة العامة لتعميق البحث معهم».
وأكد عبد الحق الخيام على قوة التعاون الاستخباراتي بين المغرب وموريتانيا مقابل ضعف تجاوب الإدارة الجزائرية، وقال إن «التعاون الاستخباراتي بين المغرب وحلفائه الغربيين مستمر وقوي». وحين يتوفر المغرب على معلومة تفيد إحدى الدول فإنه يتواصل معها ويبلغها إياها، كما وقع مع فرنسا وبلجيكا وغيرهما حيث جنب المغرب فرنسا أحداثاً إرهابية.
وأوضح ان المغرب قدم معلومات مهمة لفرنسا حول مكان تواجد عبد الحميد أباعوض في إطار التعامل الاستخباراتي بين المغرب وحلفائه الغربيين، من بينهم فرنسا، إيطاليا، بلجيكا، وإسبانيا.
وأضاف مدير المكتب المركزي للأبحاث القضائية، أنه «عندما توفرت لدينا معلومات قدمناها لفرنسا مباشرة وهي معلومات تفيد بتواجد أباعوض بسان دوني، وأنه كان يحضر لعملية إرهابية، كانت ستكون أخطر من التي وقعت في الجمعة الأسود بالنسبة لهذا البلد».
وكشف الخيام أن أبا عوض كان يخطط لضرب منطقة حساسة في باريس، تضم جميع المصارف المالية، وهي منطقة لادفونس المعروفة.

محمود معروف/ القدس العربي