مسألة الغبن وعدم التوزيع العادل للثروة ليست خاصة بجهة معينة من جهات الوطن، فالوطن كله منهوب والشعب كله مغبون .. يتردى في مهالك الفقر والفاقة رغم مايزخر به البلد من ثروات ...
ومن المعروف أن الثروات الوطنية موزعة بين شخصيات محدودة، معروفة الجهة والانتماء ... وهي شخصيات تتحكم في كل شيء ابتداء من حبة البسكويت التي نأكل الى نسمة الهواء التي نتنفس ...
صحيح ان التسيير المعقلن للثروات يمنح المكان مصدر الثروة أولوية في مجال الخدمات والتنمية وليس في مجال توظيف الكفاءات والأشخاص.
كان على اسنيم أن تحول ازويرات الى قطب تنموي وسياحي كبير، وكان على MCM أن تفعل الشيء نفسه مع اكجوجت وكان على شركات الصيد أن تنهض بمدينة نواذيبو ...
ومن يطالب بهذا لا ينبغي اتهامه بالجهوية او القبلية، فتنمية هذه الأقطاب يزيد من تنمية موريتانيا بكل جهاتها .. لكن الذي لا يجب القبول به هو حرمان أبناء الوطن الواحد من الاستفادة من ثرواته انطلاقا من المولد أوالجهة .
موريتانيا بلد حباه الله بعديد الثروات المعدنية في جميع اتجاهاته، شرقا وجنوبا وشمالا، وهو ما أبانت عنه نتائج التنقيب في السنوات الأخيرة، وهذه منة من الله يجب أن تكون مصدر اتحاد وتكاتف لا مصدر غرور وانفصال ..
فالمطالبة بالانفصال جريمة، ومن يدعو به لا يختلف عن حركة (فلام) في شيء..
ومن المفارقات التي يجب أن ينتبه لها دعاة الجهوية الضيقة أن موريتانيا منذ 1978 وهي محكومة برؤساء ينتمون في أغلبهم لجهة واحدة، مما يعني أن الغمز من قناة العدالة الجهوية في مجال التنمية لا يجد صدى منطقيا لدى الأنظمة السياسية، تماما مثلما لا تجد دعوات الانفصال قبولا شعبيا أو رسميا ..
لم اتابع كلمة الأمير ولد احمد عيدة.. وهذه التدوينة تدخل في سياق أشمل يتعلق بقضية الثروة والتنمية .. وما أود ملاحظته أن ولد احمد عيدة - إن كان فعلا دعا الى انفصال الشمال - ليس الأول في ذلك فقد سبقته شخصيات عدة منها من قضى نحبه ومنها من ينتظر .
فقط لنطلب من الله أن يقيض لنا حكاما يتقون الله فينا وفي ثرواتنا ...
#وطن #واحدلشعب #واحد
من صفحة الدكتور الشيخ ولد سيدي عبد الله