ـ حتى الآن لم يخرج مجتمعنا حتى بنخبته من أساتذة وسياسيين من قوقعة التبدى والشعور الصحراوي الوهمي أحيانا بالأمان فلماذا نثق فى شخص غريب لانعرف أصوله ولاحتى نواياه وحقيقته ولانعرف شيئا عن ملابسات هروبه من أسرته ووطنه الأم درجة أن نفتح له قلوبنا ومنازلنا ونحوله إلى فرد من الأسرة يتصرف كما يحلوله يعرف عنا كل شيئ من محتويات المطبخ إلى ترتيب غرفة النوم الزوجية الخاصة
ـ ليس معقولا فى مدينة كبيرة تحدث فيها جرائم على مدار الساعة أن يترك الوالدان أطفالهما وحيدين فى منزل مغلق أحرى أن يترك الأطفال بيد شخص غريب الوجه واليد واللسان والأطوار
ـ هو قاتل يجب ان ينال جزاءه وليس مجرد قاتل طبيعي فالذبح أسلوب سادي متوحش ودموي لا يقبل به دين ولاقانون ولاعرف ولايقوم بذبح البشر إلا من نزع الله من قلبه الإيمان والإنسانية وطمس على فطرته السليمة لكن هناك مسؤولية اجتماعية يتحملها أفراد الأسرة فالأطفال أغلى من أن يتركوا للغرباء فقدكان على والدة الطفل الضحية اصطحابه فى عطلتها أوإرساله مع أخيه إلى إحدى قريباتها لحين عودتها أما الأب فمسؤوليته واضحة أيضا فكيف يترك أبناءه فى المنزل دون أن يوصى الجيران أويستدعى أحد الأقارب لرعايتهما أوحتى يذهب بهم فى مشواره فى المدينة
ـ نحن بدو يلازمنا الشعور الكاذب بالطمأنينة والمدينة لاطمأنينة فيها فالأخ يقتل اخاه والأب يغتصب ابنته والأبناء يهجرون ذويهم وعمليات السطو والحرابة تكاد تكون يومية فكيف نطمئن لشخص أجنبي لانعرف شيئا عن سلوكه وسوابقه وأمراضه البدنية والنفسية علاقته مثلا بالمخدرات والإنحراف
ـ لايمكن لسلطات الأمن حمايتنا لأننا لا نقوم بأي شيئ لحماية أنفسنا فالبيوت مفتوحة حتى للغرباء ولا أسرار لدينا ولا نملك أي حس أمني ونشعر بأمان بدوي لم نقتنع بعد بأنه أصبح جزء من الماضى فقد تغير كل شيئ العقائد والعادات والعلاقات وأنماط الحياة واختلط حابل المدينة بنابلها فالفضائيات تنشر كل أنواع الرذيلة والإجرام ونحن لسنا محصنين أبدا نمنح أسرارنا لكل العابرين ونطلع الغرباء على منازلنا ومخادعنا ومشاريعنا وحتى أفكارنا وتصوراتنا وإحداثيات أجسامنا
ـ مع الأسف تطور الجريمة لم يصاحبه تطور فى عقلياتنا المدنية ولا فى حسنا الأمني ولاحتى فى درجة تفكيرنا بضرورة حماية أنفسنا أوعلى الأقل مساعدة السلطات الأمنية الكسولة قطعا والعاجزة إلى حدما فى حمايتنا أرواحا وممتلكات