يتبجح بعض المرتزقة الذين يملؤون مواقع التواصل الإجتماعي صراخا وتبريراً بالدفاع عن آل سعود باعتبار انهم يخوضون حربا مصيرية مع إيران ولهذا يقفون إلى صفهم ومن لا يفعل فهو خائن وعدو الأمة ويرتمي بحضن ملالي طهران.
يصدقهم الغوغائيون مثلما يصدق البعض أن آل سعود جادون فعلاً بخوض حرب مع إيران في وقت تتعثر فيه قواتهم التي انفقوا عليها المليارات من الدولارات في حربها لصد عصابات الحوثيين ومنع صواريخهم التي تطال أرض المملكة.
هم يقولون ان مشكلتهم الأولى هي إيران.
وإيران مشكلة فعلاً منذ ثورة الملالي، ومنذ خاض صدام حسين الذين ساعدوا باسقاطه واغتياله حربا ضروس جعل فيها الخميني يتجرع كاس السم ولم تفلح مفاتيح الجنة التي كان يوزعها وقتذاك على مقاتليه في هزيمة العراق الذي كان منتمياً إلى عروبته حتى النخاع.
وبعد ان ساعدوا في حصار العراق وقتل أكثر من مليون طفل عراقي واغتيال صدام وسقوط العراق في يد المارينز الأمريكي الذي سلموه لملالي إيران صار آل سعود يلطمون من الخطر المحدق.
وقتذاك ـ أي في عهد صدام -كان لا صوت يعلو على صوت المعركة مع العراق ورئيسه وحزبه. كانت صحفهم تقنعنا ان زوال صدام حسين سيجلب السلام والأمن والإزدهار للمنطقة وانقسم العرب كعادتهم حتى سقط العراق وصارت المشكلة إيران.
وبموازاة إيران تأتي مشكلة الإرهاب الذي صنعوه أيضا بإيديهم!
قبل نهاية الحرب الباردة اعلن آل سعود الجهاد في أفغانستان ضد الكفار (السوفييت) ولم يكن ذلك نصرة للإسلام ذلك لأن ثالث الحرمين وأولى القبلتين أقرب إليهم من كابول وجبال تورا بورا. كان هذا الجهاد بأمر “السي أي إيه” التي استغلت تورط عدوها “الاتحاد السوفياتي” في وحل أفغانستان ليتجرع بعدها مرارة الهزيمة واحتاجت امريكا لميليشيات كي تخوض الحرب. وآل سعود لبوا الطلب: ابشر يا حامي الحمى. نعلن الجهاد.
صورة أرشيفة لصحيفة سعودية تبين ان سلمان نفسه الملك الحالي الذي يحارب الإرهاب كان يستقبل التبرعات لنصرة المجاهدين الذين تحولوا إلى إرهابيين
وتصدرت صور ابن لادن صفحات صفحهم: غادر المجاهد الكبير أسامة بن لان وعاد المجاهد وقال المجاهد. وتدرب المجاهد ومعه الآلاف على يد “المارينز” الأمريكي. وحين انتهى عمل المجاهد بانتظار فتوى اخرى من السي آي إيه يباركها علماء السعودية تحول إلى إرهابي مما استدعى فتوى أمريكية جديدة باركها العلماء أيضا، تحرم الجهاد الذي أجازوه لقتل الكفار.
من حلل ومن حرم؟ ومن تآمر على السعودية ونشر الإرهاب وفرخ الإرهابيين؟ أليست هي نفسها الزوجة الخاضعة والمطيعة لجهاز السي آي إيه التي حملت وأنجبت “الجهاديين الإرهابيين” عن سبق إصرار وترصد وصارت تلطم حين انقلبوا عليها.
أليست هي من تآمرت على نفسها وضيعت العرب ووضعت الإسلام في قفص الإتهام؟
أليست هي نفسها التي ضيعت حامي بوابة العرب الشرقية من أطماع الملالي؟
أليست هي نفسها التي عالجت علي عبدالله صالح وحصنته من المحاكمة فعاد وتحالف مع الحوثيين وعدوتهم إيران؟
هذا هو النهج الذي سار عليه آل سعود منذ جدهم المؤسس حتى الشاب الطامح للعرش محمد بن سليمان.
وهو منهج كيف تسقط أنت ومملكتك ومعك العرب والمسلمون الذين تدعي تمثيلهم زورا وبهتانا في هاوية.
فالملك عبدالله الراحل الذي حكم البلاد مدير مكتبه -لانه لا يجوز للحاكم المريض والمشلول عقليا في “عاصمة الثقل العربي” ان يزاح عن الحكم – تحالف مع محمد بن زايد واقنع الملك بتأييد إنقلاب العسكر في مصر ضد الإخوان الذين يتربصون بالمملكة وباقي العروش العربية. وأرسل عبدالله الرز حتى اصاب قادة الجيش بالتخمة فيما ازداد المصريون قهرا وجوعا وقمعاً وظلت قنوات الانقلاب تتغنى بثورتهم العظيمة.
لم يسأل أحد آل سعود لماذا دعمتم الإنقلاب وجعلتم الإخوان وهم من طائفتكم عدوكم الأول وتزعمون انكم تحاربون هيمنة إيران وتمددها الطائفي. ولكن طوعاً برر الكثيرون بحملات فضائياتهم ومواقع لا تعد ولا تحصى بان الإخوان في حضن إيران ولا حل إلا بسحقهم كما يفعلون الآن مع عدوتهم الجديدة قطر.
وحين رحل عبدالله استبشر الساذجون خيراً.. فقد تمادت إيران كثيرا ولم تتوقف في سوريا ووصلت إلى حدود مملكتهم فيما حاصرهم الملالي كالكماشة من حدودهم الشمالية والجنوبية لكن سرعان ما تسلم زمام المملكة الشاب الطامح للعرش والمنهمك بمعركة واحدة لا غير وهي: كيف يزيح ابن عمه محمد بن نايف فان تولى الأخير العرش ازاحه؟
انسى إيران انسى الإرهاب انسى الإخوان. العرش فوق كل هذا.
وكما دفعت الأمة ثمن الإرهاب الذي انجبه آل سعود، وثمن ثوراتها و(تآمرها) مع اعداء مجهولين، عليها أن تكون وقود خطط ابن زايد وسعيه الدؤوب لصهينة العالم العربي.
يظن ابن سلمان ان ابن زايد بيده مفاتيح الوصول إلى العرش عبر علاقاته التي أسسها بملاين الدولارات مع جماعات الضغط في واشنطن وثمن تلك المفاتيح اسقاط قطر وجزيرتها.
ولهذا سار على ركب اجداده كالزوجة المطيعة الخاضعة لتعزيز العلاقات مع شقيقتهم إسرائيل التي أصلاً لم يقاطعوها تماماً.
ورغم ان ابن سلمان خاض حربه في اليمن لقتال الحوثيين الموالين والمدعومين من إيران لحماية حدوده وكانت تسانده (شقيقته) قطر بقواتها فيما قوات حليفه ابن زايد تجاهد لتقسيم اليمن وقتال الإسلاميين زنقة زنقة إلا انه وسيرا على نهج أجداده وفي سبيل العرش اختار ابن زايد حليفاً وطرد قطر من حلفه العاجز.
طيب اذا كان هذا الطامح إلى العرش لا يكترث لمصلحة بلده وكل سعيه لتولي العرش ويأخذنا معه إلى الهاوية، فكيف نصطف معه كما يطالبنا كتبته المرتزقة في حربه المقدسة مع إيران التي لن يخضها، ونحن اصلا وقود حروبه الاخرى على الإرهاب الذي صنعه وعلى الثورات التي صنعناها؟!
نظام المهداوي